ارتفاع حاد في أسعار القمح العالمية بعد انهيار اتفاق الحبوب الأوكرانية

مزارع يشاهد حبوبا محملة على شاحنة أثناء حصاد القمح بالقرب من كييف (الفرنسية)
مزارع يشاهد حبوبا محملة على شاحنة أثناء حصاد القمح بالقرب من كييف (الفرنسية)

قفزت أسعار القمح مجددًا لتصل مكاسبها على مدار 3 أيام إلى 13%، حيث حذّرت الولايات المتحدة من أن روسيا وضعت ألغامًا في موانئ الحبوب الأوكرانية بعد انسحاب موسكو من اتفاقية الحبوب يوم الاثنين الماضي.

وقال تجار أوربيون في السلع الأولية، اليوم الخميس، إن مستوردي الحبوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتعاملون بهدوء مع إغلاق ممر الشحن الآمن للصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود هذا الأسبوع.

وتواجه دول مستوردة صعوبات اقتصادية وتفتقر للنقد الأجنبي، وخاصة مصر، ولذا فهي غير مستعدة لدفع أسعار باهظة ما لم تكن الحاجة ملحة.

وقالت روسيا، الاثنين الماضي، إنها أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة رسميًا بأنها ضد تمديد اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود.

توقعات بارتفاع منتجات القمح عالميا جراء الحرب الروسية على أوكرانيا
ارتفاع أسعار منتجات القمح عالميًا جراء الحرب الروسية على أوكرانيا (غيتي)

وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، ففي سنة 2019 شكلت الصادرات الروسية 18.4% من الصادرات العالمية، بقيمة 8.1 مليارات دولار.

أما أوكرانيا فتعد خامس مصدر للقمح في العالم، وتبلغ قيمة صادراتها 7.03% من الصادرات العالمية، بقيمة 3.1 مليارات دولار.

وهذا يعني أن مجموع القمح المصدر من البلدين يبلغ 25% من القمح العالمي، أي أن ربع سلة العالم من القمح توجد في هذين البلدين.

ويذهب المحللون الاقتصاديون إلى أنه من المحتمل أن يكون لانهيار صفقة حبوب البحر الأسود تأثير سلبي ومدمر في اقتصاديات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعتمد بشكل كبير على أوكرانيا في إنتاج القمح.

وفي المجموع، فإن الدول العربية تحتكر وحدها نحو 25% من صادرات القمح العالمية، مما يظهر حجم الاعتماد على الاستيراد للحصول على القمح.

وتعد مصر أكبر دولة مستوردة للقمح الأوكراني بنسبة 22%، ثم تونس بنسبة 6.3%، ثم المغرب بنسبة 5.7% من مجموع الصادرات الأوكرانية من القمح.

وبصفة عامة، فإن الدول العربية تستأثر بأكثر من 38% من القمح الأوكراني، أي أكثر من ثلث سلة القمح الأوكراني الموجه للتصدير.

ويهدف الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في عام 2022 إلى السماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا التي مزقتها الحرب، وتخفيف الأثر الكبير للحرب على أسعار الغذاء العالمية.

من جهته قال وزير التموين المصري علي المصيلحي إن احتياطيات مصر الاستراتيجية من القمح تكفي 5 أشهر فقط.

وأضاف أنه تم توريد 3.8 ملايين طن من القمح المحلي منذ بدء موسم الحصاد.

وقال تجار إنه من المتوقع أن تشهد أسعار قمح البحر الأسود ارتفاعًا مطردًا ومستمرًا مع تقلص الإمدادات.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي

إعلان