أوبئة تهددهم.. أطفال لاجئون بعكار يقاومون شدة الحر باللهو في برك مياه ملوثة (فيديو)

يلجأ أطفال مخيم “الشيخ عياش” للاجئين السوريين في لبنان إلى البِرك المائية المجاورة لخيامهم؛ لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة.
لم يجد العشرات من أطفال المخيم وسيلة للتخفيف من وطأة الحرارة غير الغوص في أحواض الماء هربًا من الخيام المصنوعة من البلاستيك والنايلون، التي تتحول إلى أفران تحت أشعة الشمس.
وقال لاجئ سوري من سكان المخيم لكاميرا الجزيرة مباشر، إن منطقة عكار التي يقع فيها المخيم، تشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة وينقطع عنها التيار الكهربائي طوال اليوم، ومن ثم لا يتمكن سكان الخيام من تشغيل المراوح.
وأوضح المتحدث أن الماء الصالح للشرب غير متوفر في المخيم، بل إن اللاجئين يشترونه ولا يقدرون على تبريده قبل شربه، بسبب انقطاع الكهرباء.
تحدث مراسل الجزيرة مباشر إلى بعض أطفال المخيم، فقالت آسيا (10 سنوات) إنها “تتمنى أن يصبح عندهم كهرباء حتى تشغّل المروحة”، وقالت أم لاجئة، إنهم لا يتوفرون على مياه نظيفة يلهو فيها الأطفال لمواجهة الحرارة.
ويلجأ سكان المخيم أحيانًا إلى تناول مياه غير صالحة للشرب بسبب غلاء المعيشة وعدم توفر مصدر دخل لهم.
وأشارت الأم إلى أن أجسام أطفالها ظهر عليها حبوب بسبب المياه غير النظيفة التي يقضون فيها يومهم، وأنها لا تستطيع علاجهم بسبب إيقاف الدعم عن الأدوية.
وقالت لاجئة أخرى للجزيرة مباشر، إن سكان المخيم يعانون من الحرارة المرتفعة تحت الخيام ولا يجدون مهربًا، إلا ظل بعض الأشجار المجاورة، في حين يهرع الأطفال إلى البِرك المجاورة رغم أنها غير نظيفة.
ورصد مراسل القناة قوة الرائحة الكريهة المنبعثة من البرك المائية المجاورة للمخيم، التي قد تسبب الأطفال أمراضا وأوبئة خطيرة، كما اشتكى سكان الخيام من كثرة الحشرات.

ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ فروا من الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، ويعيش معظم اللاجئين السوريين في فقر، وقد ساءت ظروفهم المعيشية بسبب مشاكل لبنان الاقتصادية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022، أعلن لبنان تسجيل أول إصابة بمرض الكوليرا في البلاد منذ 1993. ويظهر مرض الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحًّا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالبًا ما يكون سببه تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وقيء.
وتشهد سوريا المجاورة منذ سبتمبر/ أيلول تفشيًا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009، في وقت أدى فيه النزاع المستمر منذ عام 2011 إلى تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة.