اختفى منذ شهر.. تكهنات بشأن مصير وزير خارجية الصين

وزير الخارجية الصيني تشين غانغ (رويترز)

غاب وزير الخارجية الصيني تشين غانغ عن المشهد العام منذ نحو شهر، ما أثار تكهنات واسعة حول أسباب غيابه، في وقت تشهد فيه بيجين حراكا دبلوماسيا لا سيما في علاقتها مع واشنطن.

ويعدّ تشين غانغ الذي عيّن وزيرا للخارجية في ديسمبر/كانون الأول 2022، من المقربين من الرئيس الصيني شي جين بينغ وأحد كاتمي أسراره.

ويعتبر تشين غانغ واحدا من “الذئاب المقاتلة”، وهي التسمية التي اصطلح على اعتمادها لوصف جيل من الدبلوماسيين الصينيين الذين غالبا ما يلجأون إلى تصريحات حادة للرد على الانتقادات الغربية لبيجين.

وقبل تعيينه وزيرا، كان سفيرا للصين في واشنطن، في منصب عزّز خلاله من حضوره العلني عبر المشاركة في مناسبات عامة وإطلالات إعلامية متكررة لشرح موقف بلاده من قضايا عدة.

وبعد تعيينه وزيرا، حفل جدول أعماله بزيارات إلى دول في أفريقيا وأوربا وآسيا الوسطى، إضافة إلى استضافة الكثير من الزوار الأجانب في بلاده.

أين اختفى؟

يعود الظهور العلني الأخير لتشين غانغ إلى 25 يونيو/حزيران، حين التقى نائب وزير الخارجية الروسي أندري رودنكو في بيجين.

لكن التكهنات بشأن وضعه بدأت في أعقاب غيابه عن اجتماع عالي المستوى لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في إندونيسيا بعد ذلك بأسبوعين، وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن “أسبابا صحية” تقف خلف ذلك.

إلا أن ذلك لم يخفف من حدة التكهنات، خصوصا وأن الوزارة تجاهلت منذ ذلك الحين أي أسئلة إضافية بشأن الوزير.

وكتب المعلّق في صحيفة “غلوبال تايمز” الرسمية هو شين جين، إن “الجميع قلق بشأن أمر لا يمكن نقاشه بشكل علني”.

وشدد عبر منصة “ويبو” الاجتماعية في الصين على أهمية “إيجاد توازن بين الحفاظ على الوضع (الرسمي) واحترام حقّ الجمهور بالمعرفة”.

من يمثّل الصين في غيابه؟

اللافت أن غياب تشين غانغ ترك فراغا على رأس وزارة الخارجية الصينية، وبدأ ينعكس على جدول أعمال زوار بيجين الأجانب.

وبشكل غير متوقع، أُرجئت هذا الشهر زيارة لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي جوزيب بوريل، كذلك أوردت وكالة بلومبرغ أن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قام بخطوة مماثلة بسبب غياب تشين غانغ.

ورغم أن الأخير هو وزير الخارجية، إلا أن سلفه وانغ يي يحتل مركزا أعلى في الهرم الدبلوماسي، إذ يشغل منصب مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهو كبير دبلوماسيي البلاد.

وتولى وانغ يي بعضا من مسؤوليات وزير الخارجية في الفترة الأخيرة، ومثّل بلاده في اجتماع لدول منظمة بريكس بشأن قضايا أمنية في جنوب إفريقيا.

 

وتؤكد الصين أن الأمور تجري كالمعتاد، وأكدت وزارة الخارجية،الاثنين، أن “النشاطات الدبلوماسية للصين تمضي قدما بشكل ثابت”، وردا على سؤال بشأن غياب الوزير، قالت المتحدثة باسم الوزارة ماو نينغ للصحفيين “لا معلومات لديّ للإدلاء بها”.

إلا أن هذا الابتعاد المطوّل بدأ يثير أسئلة متعددة لا سيما لجهة سير العمل في وزارة تعدّ محورية في رسم السياسة العامة لقوة عظمى.

وقال ديسموند تشوم الذي نشط في عالم الأعمال في الصين قبل أن يتركها إلى الولايات المتحدة “عندما يتمّ إخفاء المسؤول الأعلى من قبل الدولة، كل من في الهيكلية يصيبه الجمود”.

وسأل مؤلف كتاب “الروليت الحمراء” الذي يتحدث عن الثورة والقوة والفساد في الصين، عبر تويتر “من سيتولى التوقيع في المكان المخصص للوزير؟”.

المصدر : الفرنسية + واشنطن بوست

إعلان