لبنان.. عندما تتحول خيام اللاجئين إلى مستنقع هربا من لهيب الحر (شاهد)

حين تتجاوز الحرارة 40 درجة داخل مخيم مكتظ لا تفصل فيه بين خيمة وأخرى سوى أقل من متر دون كهرباء، فهنا يمكن معايشة وصف “الفرُن” الذي يكتوي فيه اللاجئون.

ورصدت جولة للجزيرة مباشر في مخيم قعبرين للاجئين السوريين في عكار الريفية بأقصى شمال لبنان، واقعًا مريرًا يعيشه ساكنوه وسط الرطوبة العالية والخيام المغطاة بـ”نايلون” يحبس الحرارة في داخله، وما يسببه ذلك من أمراض بعضها مستعصية، واختناقات وإغماءات لا سيما لكبار السن والأطفال الرضّع.

وفوق كل ذلك، فلا كهرباء ولا ماء نظيف، فيهرب الجميع خارج الخيم لتنفس بعض الهواء بعدما “ذبحهم” الحر وفق وصف بعضهم، حيث ترتفع درجة الحرارة بشكل أكبر داخل أزقة المخيم المكتظ.

مسبح أم مستنقع؟

وفي إحدى الخيم، وجد الأطفال متنفسًا لهم بعدما سكب مشرفو المخيم بعض الماء داخلها لعلها تبرّد شيئًا من نار الحر، لتتحول الخيمة إلى شبه مسبح أو بالأحرى مستنقع.

ورغم معاناة الأطفال بعد ذلك من ارتفاع حرارة أجسامهم وأحيانًا الإسهال بالإضافة إلى الأمراض الجلدية، إلا أنهم يبقون فرحين بهذه المياه التي تُطفئ بعضًا من لهيب المخيّم وهي متنفّسهم الوحيد الآن لمواجهة موجة الحر.

أحلام الصغار

وبابتسامات بريئة أجاب عدد من هؤلاء الصغار، مراسل الجزيرة مباشر عن أحلامهم، فرد أحدهم بثبات “أريد أن أصير بيّاع” ليشير صديقه إلى أن المال قد ينجّيهم من هذه الحياة البائسة، فيما كان حلم الآخر أبعد من ذلك، فقد تمنّى أن يصبح طبيبًا.

يقول مشرفو المخيّم إن هناك منظمات كانت تقيم أنشطة ترفيهية للأطفال مثل المسابح، لكن الأمر مكلف كما أن انقطاع الكهرباء زاده تعقيدًا، بالإضافة إلى أزمة المياه القائمة بالأساس.

وناشد الأهالي المنظمات والجمعيات الطبية والإنسانية بالتدخل ومساعدة ساكني المخيم قبل أن تستشري الأمراض، وكل ذلك في ظل وضع سيئ واختفاء الموارد الأساسية وغياب التعليم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان