السودان.. وفد الجيش في مفاوضات جدّة يعود “للتشاور” والدعم السريع يهاجم قاعدة عسكرية

وزير الخارجية السعودي خلال توقيع اتفاق وقف إطلاق نار بين الجيش وقوات الدعم السريع -22 مايو (الفرنسية)

قال الجيش السوداني في بيان، إن وفده إلى مفاوضات جدّة بالسعودية التي تهدف إلى إعادة السلام للبلاد، عاد إلى السودان للتشاور “وسيكون مستعدا لمواصلة المباحثات متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات”.

وأشار الجيش في بيانه اليوم الخميس، إلى الخلاف في قضايا من بينها “إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بكافة مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات”.

واندلع القتال بالسودان -بصورة غير متوقعة- في منتصف إبريل/ نيسان عندما احتدم الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على السلطة، ومنذ ذلك الحين، نزح أكثر من 3 ملايين شخص، من بينهم أكثر من 700 ألف فرّوا إلى بلدان المجاورة.

ورغم إبداء الطرفين المتحاربين انفتاحا على جهود الوساطة التي تقودها جهات إقليمية ودولية، فلم تؤدّ تلك الجهود إلى وقف إطلاق نار دام. وقد استأنف الجانبان المحادثات، التي تيسرها السعودية والولايات المتحدة، في جدة هذا الشهر.

وفشلت كل جهود الوساطة الدبلوماسية حتى الآن في وقف القتال الذي تسبب في أوضاع كارثية في البلاد التي كانت تعاني أصلا من أزمات سياسية واقتصادية، واستخدم الجانبان وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفهما، بحسب مراقبين.

أوضاع كارثية

وأدى القتال المستمر بين الطرفين إلى مقتل مئات المدنيين، وإصابة الآلاف وسط أزمات متصاعدة، تتمثل في نقص الأغذية والأدوية، إضافة إلى أزمات مزمنة في الماء والكهرباء، في بلد كان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية مستفحلة.

وأسفرت الحرب المتواصلة من دون أي أفق للحل، عن مقتل مئات المدنيين وإصابة آخرين، وسط أوضاع صحية بالغة الصعوبة وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها كارثية.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان، إن الوضع داخل السودان بلغ مستويات خطيرة، حيث خرج أكثر من 67% من مستشفيات البلد من الخدمة في حين تتزايد التقارير التي تفيد بوقوع هجمات على مرافق الرعاية الصحية.

معارك متواصلة

وتواصلت اليوم الخميس، المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية، حيث يشنّ كل من الطرفين هجمات على مواقع تابعة للآخر، بحسب شهادات السكان.

وأفاد سكان من مدينة أم درمان لوكالة (فرانس برس) بأنهم شهدوا “قصفا بالمدفعية الثقيلة والصاروخية من شمال مدينة أم درمان باتجاه العاصمة الخرطوم”.

وأشار آخرون إلى هجوم من قبل قوات الدعم السريع على قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال أم درمان “باستخدام مسيرات”، وأكدت تلك القوات في بيان أن “قواتها الخاصة نفذت فجر اليوم الخميس، مهمة عسكرية جديدة داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية” في أم درمان.

وقالت إن هذا الهجوم أسفر عن “تدمير 3 طائرات حربية ومخازن للأسلحة والمعدات الحربية والمؤن ومقتل وجرح العشرات من قوات الانقلابيين” بحسب بيانها.

مقتل فريق في الشرطة

من ناحية أخرى، أعلنت رئاسة قوات الشرطة السودانية في بيان، مقتل مساعد المدير العام للإمداد (الفريق عمر محمد إبراهيم حمودة) خلال أحداث قيادة قوات الاحتياطي المركزي بالخرطوم، التي وقعت قبل أسابيع.

وقالت، إن هيئة إدارة وقيادة الشرطة “ظلت منذ الحادثة وحتى تاريخ اليوم في حالة تقصّ وتحرّ مستمر للوصول لكافة الحقائق والملابسات المحيطة بالحادث”.

وأفاد البيان بأنه “تأكد استشهاد الفريق شرطة عمر محمد إبراهيم حمودة وبمعيته عدد من الضباط وضباط الصف والجنود، بعد أن لقنوا العدو درسًا في معاني الوطنية والثبات”.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الأسبوع الأخير من الشهر الماضي “السيطرة التامة على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي” في العاصمة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان