النيجر.. قائد الانقلاب يتولى السلطة والاتحاد الأوربي يهدّد بتعليق المساعدات وفرنسا مستعدة لدعم عقوبات

أعلن الجنرال عبد الرحمن تياني، اليوم الجمعة، على التلفزيون الرسمي في النيجر، أنه أصبح رئيسا لمجلس انتقالي بعد الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري يوم الأربعاء.
وأدان الاتحاد الأوربي “بشدّة، الانقلاب العسكري في النيجر” وهدّد بوقف المساعدات المالية، في وقت أبدى فيه الرئيس الفرنسي استعداده لدعم فرض عقوبات على منفذي الانقلاب الذي وصفه بأنه “خطير”.
وتلا الجنرال عبد الرحمن تياني بيانًا نقله التلفزيون القومي في النيجر اليوم الجمعة، بصفته “رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن”، وهو المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وبرّر رئيس الحرس الرئاسي الجنرال تياني، الذي أصبح الرجل القوي الجديد في النيجر، الانقلاب بـ”تدهور الوضع الأمني” الذي قوّضه عنف الجماعات المسلحة في البلاد.
وقال إنّه في عهد الرئيس محمد بازوم كان هناك “خطاب سياسي” أراد أن يجعل الناس يعتقدون أنّ “كلّ شيء على ما يرام”، في حين أن هناك “الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط”.
وأضاف أنّ “النهج الأمني الحالي لم يسمح بتأمين البلاد على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب النيجر والدعم الملموس والمقدر من شركائنا الخارجيين”.
وتولى هذا الضابط الرفيع والمتحفظ قيادة الحرس الرئاسي منذ تعيينه في منصبه عام 2011 من قبل يوسفو محمدو سلف الرئيس الحالي محمد بازوم.
وكان الجنرال تياني غائبًا عن خطاب الانقلابيين على التلفزيون الوطني، الذي تمّ خلاله إعلان الانقلاب مساء يوم الأربعاء، وقد مثّله نائبه العقيد إبروه أمادو باشارو.
يذكر أنّ الرئيس المخلوع محمد بازوم لا يزال محتجزًا منذ صباح يوم الأربعاء في القصر الجمهوري في مقر إقامته الخاص داخل الجناح العسكري للحرس الرئاسي بقيادة الجنرال تشياني.
الاتحاد الأوربي يهدّد
من جانبه، أدان الاتحاد الأوربي اليوم الجمعة “بشدّة” الانقلاب العسكري في النيجر، وهدّد بوقف المساعدات المالية لهذا البلد الواقع في منطقة الساحل، بحسب بيان صادر عن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي جوزيب بوريل.
وحذّر من أنّ “أيّ خرق للنظام الدستوري ستكون له عواقب على التعاون بين الاتحاد الأوربي والنيجر، بما في ذلك الوقف الفوري لكافة أشكال الدعم المالي” معتبرًا أنّ الإطاحة بالرئيس محمد بازوم “هجوم خطير على الاستقرار والديمقراطية”.

فرنسا مستعدة لدعم العقوبات
وفي فرنسا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه مستعد لدعم فرض عقوبات على “منفذي الانقلاب الخطير” في النيجر، وذلك بعدما قالت وزيرة الخارجية الفرنسية إن الاستيلاء على السلطة في هذا البلد الإفريقي لا يبدو نهائيًّا.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في بابوا غينيا الجديدة “هذا الانقلاب غير شرعي تماما وخطير للغاية بالنسبة لشعب النيجر ولدولة النيجر والمنطقة بأسرها”.
وجعلت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، من النيجر حجر زاوية لعملياتها المستمرة منذ أكثر من عقد. ولفرنسا نحو 1500 جندي في البلاد يدعمون الجيش المحلي.
وتم سحب آلاف الجنود الفرنسيين من الدولتين المجاورتين (مالي وبوركينا فاسو) في أعقاب انقلابين وقعا هناك، ويقول محللون ودبلوماسيون إن نجاح انقلاب النيجر قد يجبر القوات الفرنسية على الانسحاب من هناك أيضا.
وقوبل الانقلاب بإدانة واسعة أمس الخميس، وقال ماكرون إنه سيدعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إذا قررت فرض عقوبات على من يقفون خلفه.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا قد قالت للصحفيين في بابوا غينيا الجديدة اليوم الجمعة “إذا سمعتموني أقول محاولة انقلاب فهذا لأننا لا نعتبر تلك الأمور حاسمة”.

وقال ماكرون إنه تحدث مع رئيس النيجر محمد بازوم المحتجز في قصره، ودعا إلى إعادته إلى منصبه.
وتواجه فرنسا استياءً متزايدا من نفوذها في منطقة الساحل، وتدير شركة أورانو الفرنسية للوقود النووي مواقع لتعدين اليورانيوم في شمال النيجر، وهي منطقة معرضة لتهديدات أمنية.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مجموعة اقتصادية إفريقية اليوم الجمعة أنها ستعقد قمة طارئة، خاصة بهذا الأمر بعد غد الأحد.
وقال المتحدث باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) إنها ستعقد قمة طارئة بخصوص الوضع في النيجر بالعاصمة النيجيرية أبوجا يوم الأحد المقبل عقب الانقلاب في النيجر، الدولة العضو بالمجموعة.