السودان.. تمديد إغلاق المجال الجوي حتى 15 أغسطس والدعم السريع يجبر سكانا على ترك منازلهم

أعلنت هيئة الطيران المدني السودانية، اليوم الاثنين، تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى 15 أغسطس/ آب القادم، وقالت وسائل إعلام إن قوات الدعم السريع أجبرت سكان حيّ في الخرطوم على ترك منازلهم.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية، أن الهيئة الحكومية أعلنت تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى 15 أغسطس/آب، وأشارت إلى أنه يستثنى من ذلك رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء.
وهذا التمديد هو الثامن الذي تجريه هيئة الطيران السودانية، بعد تمديدات سابقة في 10 يوليو/ تموز و30 و15 يونيو/ حزيران و31 و13 مايو/ أيار الماضي و30 و22 إبريل/ نيسان الماضي، استثنت جميعها الرحلات الإنسانية والإجلاء.
وفي 15 إبريل اندلعت اشتباكات وبين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وخلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.8 مليون نازح ولاجئ داخل وخارج الدولة التي كانت تعاني أصلا من أزمة سياسية وأزمات اقتصادية طاحنة.
إجبار سكان على النزوح
وفي هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام دولية ومحلية نقلا عن سكان وشهود عيان، أن المئات من سكان (حي جبرة) جنوب الخرطوم خرجوا من منازلهم، أمس الأحد، بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع التي أجبرت بعضهم على مغادرة المنازل.
ونقلت وكالة (فرانس برس) عن أحد السودانيين المقيمين بحي جبرة، أمس الأحد -طالبًا عدم كشف هويته- قوله إن “قوات الدعم السريع طالبتنا بمغادرة الحي بحجة أن المنطقة أصبحت منطقة عمليات”.
وقال (فوزي رضوان) الذي كان يحرس منزل أسرته “طرق أفراد من الدعم السريع باب المنزل وطلبوا مني مغادرة المنطقة خلال 24 ساعة”.
ونقلت مواقع إعلام محلية عن شهود عيان في الخرطوم قولهم كذلك إن قوات الدعم السريع أجبرت سكانًا على مغادرة المنازل وأمهلتهم حتى اليوم الاثنين، ليكون آخر أجل للمغادرة.
ويقع حي جبرة الذي يضم أحد مقار قوات الدعم السريع، قرب منطقة الشجرة التي يوجد بها مقر سلاح المدرعات في الجيش الذي يشهد محيطه اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
اشتباكات متجددة
واندلعت مساء أمس الأحد، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعدة أحياء سكنية جنوبي العاصمة الخرطوم، وخاصة في أحياء تقع قرب مقرّ عسكري مهم تابع للجيش السوداني.
ودارت المعارك العنيفة في حيَّي العُشَرة والنزهة الواقعين غربي (سلاح المدرعات) المقر المهم التابع للجيش السوداني، وذكر شهود للأناضول أن الاشتباكات هي الأعنف في المنطقة وتدور بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الطرفين.
ونقلت الأناضول عن شهود آخرين أن أحياء جبرة والصحافة القريبة من مقرّ سلاح المدرعات التابع للجيش، تدوّي فيها أصوات المدافع والأسلحة الثقيلة.
وفي مدينة أم درمان وقعت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في منطقة السوق الشعبي وسط المدينة، وفي شارع الشنقيطي بشمالها، وهو أحد المداخل الرئيسية إلى منطقة أحياء وسط المدينة.
وفي إقليم دارفور بغرب البلاد، دارت اشتباكات في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، كما شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور اشتباكات بين الطرفين، أدت إلى سقوط قذائف على منازل المدنيين، بحسب ما أفاد سكان.
وقال عيسى آدم -الذي كان من سكان نيالا ونزح من منزله إلى مخيم كلمة أحد أكبر مخيمات النازحين في البلاد- لفرانس برس عبر الهاتف “هجرنا منازلنا بسبب تكرار تساقط القذائف عليها”.
وتأتي هذه التطورات في ظل تعثر المفاوضات بين الطرفين المتحاربين في جدة، وعودة وفد الجيش السوداني إلى البلاد يوم الخميس، كما تأتي وسط أوضاع إنسانية شديدة الصعوبة تعيشها البلاد بسبب نقص الغذاء وانعدام الخدمات.
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة من الهُدَن في إيقافها؛ مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفقا للأمم المتحدة.