فرنسا.. التبرعات لعائلة الشرطي القاتل تفوق المخصّصة لوالدة الضحية نائل

والدة الفتى نائل تقود مسيرة احتجاجية للمطالبة بوقف عنف الشرطة الفرنسية (رويترز)
والدة الفتى نائل تقود مسيرة احتجاجية للمطالبة بوقف عنف الشرطة الفرنسية (رويترز)

بلغ مجموع التبرعات التي تم جمعها لصالح صندوق عائلة رجل الأمن الفرنسي الذي قتل الفتى من أصول جزائرية “نائل” حتى يوم أمس الثلاثاء، مليون يورو (أي حوالي 1 مليون و85 ألف دولار أمريكي)، في حين بلغت قيمة التبرّعات لصالح صندوق والدة الضحية 390 ألف يورو (423 ألف دولار أمريكي) فقط.

وكان السياسي الفرنسي من أصول مصرية جان ميسيحا المؤيد لليميني المتطرف إريك زمور، قد أعلن الأسبوع الماضي عن تأسيس صندوق تبرعات على الإنترنت لدعم عائلة الشرطي الذي أطلق رصاصة على المراهق نائل أدت إلى مقتله في نانتير غرب العاصمة الفرنسية.

وفي مقابلة تلفزيونية صرّح وزير العدل الفرنسي إريك دوبون موريتي بأن صندوق الدعم لأسرة الشرطي “لا يسير في اتجاه التهدئة”، متسائلًا عما إذا كان هناك استغلال وراء هذه القضية، خاصة أن من أطلقها هو سياسي يتبنى أفكار اليمين المتطرف.

وفي السياق ذاته، اعتبر نائب حزب النهضة إريك بوثوريل أن ميسيحا ينفخ في الجمر بمبادرته، مضيفًا أنه بتصرفه سيولّد أعمال الشغب.

وتسببت التبرّعات لصالح عائلة الشرطي في غضب واسع عبر المنصّات، ليتمّ إطلاق حملة جمع توقيعات لحظر الصندوق من على منصّة “موّلني” التي تُعنى بجمع التبرعات.

وأدانت الناشطة المجتمعية الداعمة للتغير سارة ديريو، مساندة منصة “جو فاوند مي” للعنصريين بقولها “في الوقت الحالي، يسمح للأشخاص بمكافأة رجل شرطة لقتله فتى عمره 17 عامًا. بما يناهز مليون و85 ألف دولار أمريكي سيتم تحويلها إلى تنظيم غير قانوني وعنصري ما هو شعورك حيال ذلك؟ هل كنت ستجني الملايين باسم قاتل جورج فلويد؟”.

وردّ عليها سامويل لافون المتحدّث الرسمي باسم حزب ايريك زمور اليميني المتطرّف بالدعوة إلى ضرورة المشاركة في حملة التبرّعات.

كما دعا كلّ من الصحفيين الفرنسيين رقيّة ديالو وكامل عبد الرحمن والصحفي بابلو بيو فيفيان، إلى مقاطعة حملة التبرّع المثيرة للجدل والمشاركة في حملة الحظر الإلكتروني.

واستغرب الكاتب والمحلّل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة في تغريدة، من حجم التبرّعات للقاتل ومن انحياز مسلمين إلى رجال الأمن أو التبرير له. مضيفًا أننا بصدد “سقوط أخلاقي عابر للهويّات”.

وأضاف الزعاترة قائلًا “هنا الفرق بين فرنسا التي أدمنت “الإسلاموفوبيا”، وبين سواها من دول غربية تتصدّى لها بهذا المستوى أو ذاك”.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة لوموند الفرنسية + مواقع إلكترونية

إعلان