بعد تزويد واشنطن أوكرانيا بذخائر عنقودية.. ماذا تعرف عن هذه القنابل وما تأثيرها في المدنيين؟

أنواع مختلفة من قذائف الهاون وغيرها من المقذوفات معروضة في مرفق لإيقاف تشغيل الأسلحة (AFP)
أنواع مختلفة من قذائف الهاون وغيرها من المقذوفات في معرض للأسلحة العنقودية (الفرنسية)

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، أنها ستقدم ذخائر عنقودية لأوكرانيا. في المقابل، قالت روسيا، اليوم السبت، إن قرار واشنطن “دليل ضعف”، وإنه لن يؤثر في مسار الأعمال العسكرية لموسكو.

وأتى القرار الذي أكد بايدن أن اتخاذه كان “صعبا للغاية” في وقت تعاني قوات كييف من التقدم ميدانيا في هجوم مضاد أطلقته قبل شهر لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا شرقي أوكرانيا وجنوبها.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” أن هذا الإجراء قوبل بالكثير من المخاوف في أكثر من موقع في العالم، لا سيما بعد أن أثبتت التقارير الميدانية استخدام هذه الذخائر في صراعات سابقة مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال بول هانون، نائب رئيس الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية والتحالف ضد الذخائر العنقودية، في بيان “إن قرار إدارة بايدن نقل الذخائر العنقودية سيسهم في الخسائر الفادحة التي يعانيها المدنيون الأوكرانيون على الفور ولسنوات قادمة”.

وأضاف أن “استخدام روسيا وأوكرانيا الذخائر العنقودية سيزيد من حجم التلوث الهائل في أوكرانيا الناجم عن مخلفات المتفجرات والألغام الأرضية”.

سلاح فتاك

القنابل العنقودية هي أسلحة تنفتح في الهواء وتطلق ذخيرة أصغر، أو “قنابل صغرى” تتناثر على مساحة كبيرة وتهدف إلى تدمير أو إبطال أهداف متعددة في وقت واحد. ويمكن إطلاق هذه القنابل من الأرض أو إسقاطها على أهداف من الجو. وقد ينتهي الأمر ببعضها إلى عدم الانفجار، مما يُحوّلها إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع.

وتم تطوير هذه التقنية لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية، وهناك العديد من الأشكال المختلفة لهذه القنابل التي تم استخدامها خلال القرن الماضي.

هيئة الطوارئ الأوكرانية تقول إنها أزالت بقايا قنابل عنقودية ألقتها القوات الروسية على مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا (getty)

ووفقًا لـ”تحالف الذخائر العنقودية”، وهي مجموعة مدنية تحذر من استخدام التكنولوجيا في الحروب، فإن هذا السلاح قادر على توزيع عشرات أو مئات الذخائر الصغيرة، ويمكن أن ينتهي بنثر القنابل عبر منطقة بحجم عدة ملاعب كرة قدم.

وشدد التحالف على أن هذه الذخائر قادرة على قتل أو تشويه أهداف متعددة في وقت واحد، لكنها غير قادرة على التمييز بين هدف عسكري أو مدني.

لماذا الذخائر العنقودية محظورة عالميا؟

وبسبب الخطر الذي تشكله هذه الذخائر على المدنيين، قامت منظمات حقوق الإنسان والجماعات المناهضة للحرب بحملات طويلة ضد استخدامها.

وتم تسليط الضوء على التكلفة المدنية لاستخدام هذه الأسلحة خلال الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان قبل أكثر من عقدين.

ونقل موقع “ميدل إيست آي” أن ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2001 وأوائل عام 2002، ألقت الولايات المتحدة 1228 قنبلة عنقودية تحتوي على 248 ألف قنبلة صغيرة بمواقع مختلفة في جميع أنحاء أفغانستان.

وفي العراق، استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا نحو 13 ألف ذخيرة عنقودية تحتوي على ما يتراوح من 1.8 مليون إلى مليوني ذخيرة صغيرة في الأسابيع الثلاثة الأولى من القتال.

وأكد مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية استخدام القنابل العنقودية بين عامي 2009 و2018.

وفي عام 2008، وقّعت 107 دول على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية. ومع ذلك، ما زالت بعض الدول لم توقع، مثل الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا والبرازيل والهند، كما أن غالبية دول الشرق الأوسط ليست أطرافا في الاتفاقية باستثناء العراق ولبنان وتونس.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي + وكالات

إعلان