الأمم المتحدة: السودانيات يعانين من عنف جنسي على نطاق “مقزز”

قوات الشرطة السودانية تعود للشوارع والأحياء في الخرطوم (منصات التواصل)

قال مسؤولون بالأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الأربعاء، إن العنف الجنسي يمارس في السودان على نطاق “مقزز” بينما ينكأ القتال في دارفور “الجراح القديمة للتوتر العرقي” الذي قد يجتاح البلاد.

وقالت إديم ووسورنو المسؤولة الكبيرة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن “الروايات المفزعة عن العنف الجنسي التي يرويها الفارون إلى بورتسودان ليست سوى نزر يسير من تلك التي تتكرر على نطاق مقزز من بؤر الصراع الساخنة في جميع أنحاء البلاد”.

دارفور “الجرح القديم”

وفي السياق، قالت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، إن القتال في دارفور لا يزال ينكأ الجراح القديمة للتوتر العرقي في النزاعات السابقة بالمنطقة، مشيرة إلى أن الأمر مقلق.

وحذرت (مارثا أما أكيا بوبي) المسؤولة الكبيرة في الأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، من أن الأمر “مقلق للغاية ويمكن أن يغرق البلاد بسرعة في صراع عرقي طويل الأمد له تداعيات إقليمية”.

وقدمت مساعدة الأمين العام المكلّفة، تقريرا حول “النزاع في السودان وقالت إن تداعياته لا تزال هائلة على البلد وشعبه الذي يعيش معاناة لا يمكن تصوّرها” وشجبت ما وصفته “بأعمال عنف جنسية واسعة النطاق ومقتل أطفال إما ضحايا وإما بالزج بهم في القتال”.

وكشفت الأمم المتحدة أن الحرب الحالية أدت لفرار أكثر من 4 ملايين شخص من ديارهم، من بينهم 3.2 مليون نازح داخليا فيما عبر نحو 900 ألف الحدود إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى.

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد لمجلس الأمن إن “الآثار الإنسانية تزداد سوءا بسبب الأدلة الموثقة التي تشير إلى ارتكاب كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والتي يمكن أن تصل إلى حد جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية”.

أما آنا إيفستينيفا، نائبة سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فقالت إن موسكو تشعر بالقلق إزاء الوضع في السودان، وتعهدت بدعم السلطات السودانية، واتهمت الدول الغربية بالتدخل في العملية السياسية الداخلية السودانية وانتقدت استخدام العقوبات أحادية الجانب.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين، بعد اجتماع المجلس إن الجانبين مسؤولان عن العنف العرقي والجنسي وأضافت “لا يوجد أبرياء هنا”.

السودان ينفي

من جانبه، قال سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد، لمجلس الأمن إن القوات السودانية “ليست متورطة في أي عنف جنسي أو على أساس النوع، والطرف المتورط في هذه الفظائع معروف جيدا”.

وقالت قوات الدعم السريع تعليقا على الموضوع إن “أنصار نظام البشير المتحالف مع الجيش هم من يروجون مزاعم تورط عناصرها في عمليات اغتصاب”، وقال المكتب الإعلامي للقوات إنها ستتعاون مع أي تحقيق مستقل في مثل هذه الاتهامات أو في مزاعم الانتهاكات ضد المدنيين في دارفور.

واندلعت الحرب في 15 أبريل/ نيسان بعد 4 سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة شعبية، وتفجر التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بسبب خلافات على خطة للانتقال إلى الحكم المدني بعد أن نظما معا انقلابا في 2021.

وأعلن طرفا الصراع السوداني عن إحراز تقدم عسكري في الأيام القليلة الماضية، لكن لا توجد مؤشرات واضحة على تحقيق أي تقدم، في وقت توقفت فيه جهود السعودية والولايات المتحدة لتأمين وقف لإطلاق النار.

المصدر: وكالات

إعلان