جيل جديد من علاجات إنقاص الوزن يدر أرباحا طائلة على شركات الأدوية

أثار جيل جديد من الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن وعلاج السمنة آمالًا كبيرة في محاربة هذه الآفة الصحية العالمية في الوقت الذي تجني منها المختبرات والمستثمرون في شركات الدواء أرباحًا طائلة.
وتوقع الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة أن يصل عدد الذين يعانون من زيادة الوزن المفرطة إلى نصف سكان العالم (51%) بحلول العام 2035، إذا لم تُعزَّز الوقاية وتُحسَّن الرعاية الطبية للمصابين.
ووفقًا لحسابات الاتحاد، فإن التأثير الاقتصادي العالمي لهذا الوضع الصحي سيكون مدمّرًا، وقد يتجاوز 4 آلاف مليار دولار سنويًا.
ومنذ الجيل الأول للعلاجات المخصصة لإنقاص الوزن التي طوِّرت حتى الستينيات، ارتفعت معدلات السمنة بشكل مطرد، كما أن الأبحاث بشأنها تقدّمت كثيرًا.
وبالإضافة إلى فعاليتها ضد السكري، تسهم الأدوية الحديثة المضادة للسمنة في إنقاص الوزن، مع آثار جانبية أقل حدة.
كما أنها تُظهر فائدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتحاكي هذه الأدوية هرمونًا تفرزه الأمعاء، لإعلام الدماغ بالشبع بعد تناول الطعام.
وشهدت مجموعتا “إيلي ليلي” الأمريكية و”نوفو نورديسك” الدنماركية للصيدلة ارتفاعًا في مبيعاتهما خلال الربع الثاني من العام بفضل أدويتهما المخصصة لتحفيز خسارة الوزن.
وفي إبريل/نيسان أكدت مجموعة “إيلي ليلي” أن منتجها المضاد للسكري الذي يسوّق تحت اسم “مونجارو” يسهم في إنقاص الوزن بنسبة تفوق 15%.
ونظرًا لحجم السوق في الولايات المتحدة حيث يعاني 40% من البالغين السمنة، فإن صدور الضوء الأخضر المحتمل عن الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير بحلول نهاية العام لتسويق هذا الدواء لمكافحة السمنة، سيكون بمثابة دفع تجاري للمجموعة، بعدما قاربت مبيعاتها من “مونجارو” المليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري.

أما بالنسبة لمجموعة “نوفو نورديسك”، فقد أظهرت دراسة هذا الأسبوع أن علاج السمنة الذي يسوق تحت مسمى “ويغوفي” ازدادت مبيعاته أكثر من 4 مرات في الربع الثاني، لأنه يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد يكون ذلك كافيًا لإقناع شركات التأمين عبر الأطلسي بتغطية هذه العلاجات التي تستجيب لمشكلات صحية حقيقية، وليس فقط للرغبة في إنقاص الوزن.
لكن “إحدى العقبات الرئيسة التي تحول دون وصول المريض إلى هذه العينة من الأدوية هي كلفتها العالية”، كما قال الاتحاد الأمريكي للصيادلة.
ويبلغ سعر هذه الحقن التي تعطى تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، أكثر من 10 آلاف دولار سنويًا.
ومن بين الوسائل التي من شأنها خفض الكلفة وتيسير تناول الدواء، تطوير أقراص تؤخذ عن طريق الفم يوميًا، وهو مسار تتقدم فيه “نوفو نورديسك” في دراساتها السريرية، كما تسعى “إيلي ليلي” وكذلك “فايزر” إلى تطوير حلول مماثلة.