السودان.. المعارك تتوسع إلى مدينتين كبريين وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية (فيديو)

تتواصل المعارك التي دخلت شهرها الخامس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، في ظل معاناة شديدة للمواطنين من بقي منهم في مناطق القتال ومن نزح، مع انعدام الخدمات وشحّ الأغذية والدواء.
وأفاد مراسل الجزيرة مباشر، بسماع دويّ انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان وسط العاصمة الخرطوم اليوم الجمعة جراء الاقتتال بين الطرفين المتحاربين في أنحاء العاصمة وإقليم دارفور، حيث امتدت الحرب إلى مدينتين كبيرتين هناك.
وفي العاصمة السودانية، تجددت الاشتباكات بالمدن الثلاث التي تكوّن العاصمة، حيث شهدت أحياء الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان اشتباكات بمختلف الأسلحة.
وقصف الجيش بالمسيّرات مواقع تابعة للدعم السريع في أحياء الرياض والمعمورة جنوب شرق العاصمة الخرطوم، في حين انطلقت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع، تدوّي بكثافة في المنطقة.
وفي مدينة الخرطوم قصف الجيش بالمسيّرات مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في “حلة كوكو” بمنطقة شرق النيل شرق العاصمة الخرطوم.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مناطق في وسط العاصمة الخرطوم، وسُمع دويّ انفجارات عنيفة، جراء تواصل المعارك بين الجيش والدعم السريع.
المعارك تتوسع في السودان
وفي هذه الأثناء، يتوسّع نطاق الحرب في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين كبريين هما (الفاشر) عاصمة ولاية شمال دارفور، ومدينة (الفولة) عاصمة ولاية غرب كردفان، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن شهود.
فقد اندلعت مساء أمس الخميس اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد هدوء دام أكثر من 45 يوما.
ويثير الوضع القلق بصورة خاصة في الفاشر التي توقفت بها المعارك منذ نحو شهرين، لأن العديد من العائلات لجأت إلى المنطقة هربًا من عمليات النهب والاغتصاب والقصف والإعدامات خارج نطاق القضاء الجارية في باقي أنحاء دارفور.
وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة (يال الأمريكية) ناتانيال ريموند “إنه أكبر تجمّع لنازحين مدنيين مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر”.
وقال سكان للوكالة الفرنسية، إن العنف اندلع مجددا في وقت متأخر أمس الخميس، وسُمع دويّ “معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة”.
وسبق أن شهد إقليم دارفور حربا ضارية عام 2003، وتحذّر المحكمة الجنائية الدولية التي تتحدث عن “إبادة جماعية” في ذلك الحين، من تكرار التاريخ.
ووصلت المعارك في السودان أيضا إلى مدينة الفولة الواقعة على مسافة نحو 800 كلم غرب الخرطوم.
وأفاد أحد السكان أن عناصر “الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع، وأُحرقت خلال المعارك مقار حكومية” مؤكدا “سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال”. كما أشار إلى “عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة”.
يأتي ذلك في وقت تتفاقم فيه معاناة السكان وسط الاشتباكات حيث سقط العديد من الضحايا المدنيين، جراء الاقتتال، كما ازدادت المعاناة في ظل انقطاع الخدمات الأساسية، وانعدام الغذاء والأدوية، وارتفاع الأسعار إلى مستويات كبيرة مع عدم صرف مرتبات العاملين منذ أكثر من 4 أشهر.
وِاندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 إبريل/ نيسان، وتركّزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور بغرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية وأسفرت حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقل.
وأجبرت الحرب الملايين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد، وبحسب أحدث إحصاءات منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح أكثر من 3 ملايين شخص داخل البلاد، وعبر نحو مليون شخص الحدود إلى دول مجاورة.
The evidence is piling up -grotesque crimes are being committed in west Darfur. Here's a thread tracking some of the most compelling and powerful accounts I have seen published. #KeepEyesOnSudan
— Akshaya Kumar (@AkshayaSays) August 16, 2023