بعد توقف مستحقاتهم أكثر من 10 سنوات.. احتجاجات للمعلمين في تعز لزيادة الرواتب وصرف المنح السنوية (فيديو)

تظاهر العشرات من المعلمين، أمس الخميس، أمام مكتب المحافظة في مدينة تعز اليمنية للمطالبة بجميع حقوقهم المتأخرة لدى الحكومة اليمنية منذ عام 2011، إضافة إلى زيادة رواتبهم المتدنية.
وكان من أبرز هذه المطالب زيادة الحد الأدنى للأجور، إذ إن راتب المعلم في ظل انهيار العملة المحلية أصبح أقل من 70 دولارا في الشهر، وهو مبلغ لا يكفي لشراء الاحتياجات الأساسية.
وقال أحد المعلمين المشاركين في الوقفة للجزيرة مباشر “كل معلم عليه ديون يعلم الله بها، الراتب أصبح لا يكفي قيمة وجبتين فقط للأبناء، نحن نحتاج إلى 3 وجبات في اليوم، وجبة واحدة نوفرها من الراتب، ووجبتان تكونان قرضا من البقالات والمطاعم”.
وأضاف “كيف نعمل؟ خرجنا في هذه الشمس اليوم لنطالب بسرعة صرف مستحقاتنا”.
وقالت إحدى المعلمات “رواتبنا من قبل 2011 إلى الآن 75 ألف ريال (70 دولارا)، كيس البر (الدقيق) سعره أكثر من 40 ألفا وتتبقى لنا 35 ألف ريال”.
وأضافت متسائلة “هل تكفي مصروف شهر لي وزوجي وأولادي لمدة شهر؟ هذا إذا اكتفينا بالبر فقط، فكيف ببقية احتياجات الأسرة؟”، وأكدت أن “الراتب لا يكفي نهائيا، وضعنا محزن للغاية، يفترض أن لا يلام المعلم إذا اتجه إلى العمل بالأجر اليومي أو عمل على دراجة نارية، لأن الراتب لا يكفيه”.
وتابعت “نحن نزور أولادنا في المدارس وإذا وجدنا المعلم غائبا لا نلومه بل نلوم الأوضاع المعيشية للمدرس، راتبي 75 ألفا وإيجار البيت 120 ألفا وراتب زوجي مثل راتبي كم تكفي رواتبنا الاثنين؟ لا تكفينا حتى أسبوع، نحن نعاني معاناة قاسية في مدينة تعز”.
وتقول المعلمة إلهام الأكحلي:
“قم للمعلم وفه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا
لكن أصبح المعلم الفئة الضعيفة الحقيرة المهمشة في المجتمع، كيف له أن يعطي، أن يبدع، أن يخرج ثمار جهده لطلابه؟”.
وقالت إنها استنتجت هذه الصفات “نتيجة إهمال الحكومة، والمجلس المحلي للمحافظة، لا يهمهم حال المعلم سواء جاع أو شبع لا يهتمون حتى وإن أكل المعلم وجبة واحدة في اليوم، ضمائرهم ماتت وبطونهم متخمة بالأكل”.
الجدير بالذكر أن راتب المعلم في السابق كان يساوي أكثر من 300 دولار، وكان لدى المعلمين تسويات وعلاوات سنوية وترفيع وترقية، لكن منذ أن بدأت الحرب في 2014 تدهورت أحوال المعلمين، حيث انقطعت رواتبهم مدة 9 أشهر وإلى اليوم لم تصرف لهم هذه الرواتب في ظل تجاهل من الحكومة اليمنية لمطالب المعلمين المتكررة منذ سنوات.
ولا تتوقف معاناة اليمنيين على انقطاع الرواتب فقط، فدائرة الأزمات تحوم حولهم من كل اتجاه، إذ تنقطع الكهرباء والمياه، وتتردى الأوضاع الصحية، فضلًا عن انهيار العملة، وانقطاع الطرق والمواصلات.