قصف روسي على شمالي أوكرانيا بعد اجتماع بين بوتين وقادة الجيش

تشيرنيهيف مدينة تتميز شوارعها بالأشجار المورقة وكنائس شُيدت قبل قرون (رويترز)

تعرّض وسط مدينة تشيرنيهيف في شمالي أوكرانيا لقصف روسي اليوم السبت، أوقع قتلى بحسب كييف، عقب اجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قادة الجيش.

وأعلن الجيش الروسي “القضاء” على 150 جنديًّا أوكرانيًّا حاولوا عبور نهر دنيبرو الذي يشكّل خط الجبهة في جنوبي أوكرانيا حيث تسعى قوات كييف لاختراق دفاعات موسكو.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة إكس “أصاب صاروخ روسي وسط المدينة في تشيرنيهيف”، مضيفًا “أصيبت ساحة وجامعة بوليتكنيك ومسرح. يوم سبت عادي حولته روسيا إلى يوم ألم وخسائر. هناك قتلى وجرحى”.

وتضمّن منشور زيلينسكي مقطع فيديو قصيرًا يُظهر حطامًا متناثرًا في أنحاء الميدان أمام مسرح بالمنطقة، حيث لحقت أضرار كبيرة بسيارات متوقفة. وظهرت أيضًا في الفيديو صورة خاطفة لجثة داخل سيارة.

وتشيرنيهيف مدينة تتميز شوارعها بالأشجار المورقة وكنائس شُيدت قبل قرون، وتبعد 145 كيلومترًا شمال العاصمة كييف.

 

من جانبه، أعلن وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو “مصرع 7 أشخاص وإصابة 90 بجروح بينهم 12 طفلًا، والكل يتلقى العناية الطبية”.

وكانت السلطات المحلية قد أفادت قبل ذلك بقليل بإطلاق “صاروخ باليستي”، موصية السكان بـ”البقاء في مأمن” بالمدينة التي لم تشهد هجمات ضخمة بعدما احتلتها القوات الروسية لفترة عابرة في بدء الغزو في فبراير/شباط 2022.

وجرى القصف بينما يقوم زيلينسكي بزيارة للسويد، الدولة التي قدّمت آلاف الأسلحة المضادة للدبابات لكييف، والتي باتت على وشك الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

من جهة أخرى، أعلن الكرملين صباح اليوم، أن بوتين عقد اجتماعًا مع قادة الهجوم في أوكرانيا في مدينة روستوف أون دون في جنوبي روسيا، قرب الحدود الأوكرانية.

ولم توضح موسكو متى عُقد الاجتماع لكنّ صورًا نشرتها وسائل الإعلام الرسمية أظهرت أنه عُقد خلال الليل.

وعُقد الاجتماع بعدما أعلنت كييف هذا الأسبوع إحراز تقدّم محدود في شرق البلاد وجنوبها في إطار هجومها المضاد لتحرير المناطق التي تحتلها روسيا، وبعدما أعطت واشنطن أمس الضوء الأخضر للدنمارك وهولندا لإرسال مقاتلات أمريكية من طراز (إف 16) إلى أوكرانيا.

وأفاد الكرملين في بيان بأن “بوتين عقد اجتماعًا في المقر العام للعملية العسكرية الخاصة في روستوف أون دون”.

وأضاف أن “الرئيس استمع إلى تقارير رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف وقادة قطاعات ومسؤولين آخرين”.

وبثت وكالة ريا نوفوستي للأنباء مقطع فيديو يظهر فيه بوتين خارجًا من آلية جيب خلال الليل قبل أن يستقبله الجنرال غيراسيموف.

 

و”روستوف أون دون” القريبة من الحدود الأوكرانية هي مقر قيادة عمليات القوات الروسية في أوكرانيا.

وكانت المدينة في يونيو/حزيران مسرحًا للتمرد الذي خاضته مجموعة “فاغنر” بقيادة يفغيني بريغوجين، وسيطرت خلاله لفترة وجيزة على المقر العام للجيش قبل أن توقف حركتها.

وقلّما ظهر غيراسيموف علنًا منذ محاولة التمرد التي استهدفته تحديدًا. كما أن بوتين نادرًا ما يزور المناطق القريبة من الجبهة.

وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، صباح اليوم، إسقاط “15 طائرة مسيّرة” روسية خلال الليل.

وأفاد طرفا النزاع المستمر منذ فبراير 2022، أخيرًا، عن خروق متكررة من مسيّرات جوًّا وبحرًا، بينما تشن أوكرانيا هجومًا مضادًّا يهدف إلى استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

وكتب سلاح الجو على فيسبوك أن القوات الروسية “شنت هجومًا من الشمال بطائرات هجومية من طراز شاهد. أُطلق ما مجموعه 17 مسيّرة هجومية من منطقة كورسك”.

وأكد تفعيل دفاعاته الجوية في “مناطق شمالية ووسطى وكذلك في المناطق الغربية”.

وكثفت موسكو هجماتها على بنى تحتية لمرافئ في البحر الأسود ونهر الدانوب منذ انسحابها من اتفاق سمح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية، دخل حيز التنفيذ في صيف 2022.

وفي المقابل، أعلنت روسيا السبت، إحباط هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على مطار عسكري في منطقة نوفغورود الواقعة بين موسكو وسان بطرسبرغ التي لم يسبق أن استُهدفت.

وقال الجيش الروسي في بيان “اليوم حوالي الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت موسكو، نفّذ نظام كييف هجومًا إرهابيًّا باستخدام مسيّرة من نوع هيليكوبتر على مطار عسكري في منطقة نوفغورود”، مؤكدًا إسقاطها “بأسلحة خفيفة”.

كما أعلن الجيش الروسي اليوم إحباط هجوم أوكراني في القرم، وقال في بيان “خلال ليل 19 أغسطس/آب حاول نظام كييف شن هجوم إرهابي بواسطة صاروخ مضاد للطائرات من نظام إس-200 للدفاعات الجوية استُخدم لضرب أراضي القرم”.

وغالبًا ما تُستهدف شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأكدت كييف مرارًا عزمها على استعادة جميع الأراضي التي احتلتها موسكو بما فيها القرم.

المصدر : وكالات

إعلان