“لا أمن لا حياة”.. سودانيون يخشون مصير البلاد المجهول جراء استمرار القتال (فيديو)
معارك الخرطوم أعادت الأهالي إلى الولاية الشمالية ومعهم نازحون ما شكّل ضغطا على الخدمات

رصدت الجزيرة مباشر أوضاع السكان في مدينة الكرمة بالولاية الشمالية في ظل تواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي.
وأجمع سكان المدينة على أنه رغم ابتعاد المنطقة عن بؤرة الاشتباكات، فإن المعارك الضارية في الخرطوم أعادت أهالي المنطقة الذي كانوا يسكنون هناك، بالإضافة إلى نازحين، وهو ما شكّل ضغطًا على الخدمات في المدينة الصغيرة.
واشتكى السكان من آثار الحرب المدمرة على البيئة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، حيث فقد الكثيرون عملهم وتجارتهم في العاصمة، بالإضافة إلى أزمة الطلاب وإكمال العام الدراسي.

عدد كبير في بلدة صغيرة
وقال شحات عبد الله للجزيرة مباشر، إنه عاد من الخرطوم إلى بلدته في مدينة الكرمة، وإنه كان ضمن فريق عمل لحصر الأسر التي جاءت من العاصمة إلى البلدة، وكانوا “220 أسرة بتعداد إجمالي 1300 شخص”، وهو ما انعكس على صعوبة الحصول على الخدمات الطبية والأمنية وغيرها، وفقًا لعبد الله.
ومن بين مظاهر الآثار السلبية للحرب، قال عبد الله “كنا نمتلك وظائف في الخرطوم، سواء كان عملًا منتظمًا أو حرًّا، وكانت تدر لنا عائدًا نعيش منه، بينما الآن لا نعمل ونعاني، وهو ما شكّل أيضًا عبئًا على أهالينا في الخارج لتقديم مساعدات للأهالي في الداخل”.
وأضاف “أيضًا هنالك مصير مجهول للأطفال والطلاب الذين كانوا ينتظمون في دراسة في الخرطوم، كان من المفترض أن يكملوا الفصل الدراسي الثاني لكنهم لم يستطيعوا ذلك. مصير غير معروف، لأن الحرب مفتوحة ولا نعرف متى ستنتهي، ربما شهر وربما عام أو عامين”.
“كيف سنعود إلى حياتنا السابقة؟”
ووجَّه عبد الله تساؤلات مهمة عن الوضع، معتبرًا أن السؤال الرئيسي ليس “متى تنتهي الحرب؟” بل “كيف سيتم تعمير البلد من جديد بعد الحرب؟ وكيف سيعود الناس إلى حياتهم السابقة؟ مشاكل ليس لها حصر”.
وأكد ضرورة توفير الأمان للسكان، وقال “إذا لا يوجد أمن لا توجد حياة، عندما نكون آمنين ومستقرين سنتحرك ونبحث عن عمل ومعيشة، لكن إذا غاب الأمن لا توجد حياة”.

وضع طبي صعب
وتحدّث آخرون عن المشكلات الصحية بالمدينة، وقالوا إن مَن كان يقوم بغسيل الكلى مرتين أو ثلاثًا في الأسبوع، أصبح يقوم بذلك مرة واحدة فقط نظرًا لضعف الإمدادات وكثرة العدد، مطالبين بضرورة توفير المستلزمات الطبية لهذه المراكز.
كما تشهد المدينة نقص الأدوية والعلاج، وفقًا للسكان، ويصعب الوصول إلى أنواع معيَّنة ضرورية من الأدوية، كما توقف الكثير من المستشفيات عن الخدمة، وحتى المراكز الصحية تعمل في إطار حدود.