“سفاحة الأطفال”.. السجن مدى الحياة “دون تخفيف” لممرضة بريطانية قتلت 7 رضّع

قضت المحكمة بإيداع لوسي ليتبي في السجن مدى الحياة دون تخفيف الحكم مستقبلا

لوسي ليتبي بريطانيا ممرضة
الممرضة لوسي ليتبي (رويترز)

حكم في بريطانيا اليوم الاثنين، بالسجن مدى الحياة “دون تحفيف” على الممرضة لوسي ليتبي بتهمة قتل سبعة أطفال حديثي الولادة خلال عملها بمستشفى في ليفربول، بعد أن أدينت بالتهمة في جلسة عقدت يوم الجمعة.

وأدينت الممرضة الإنجليزية يوم الجمعة، بقتل 7 أطفال حديثي الولادة خلال عام في المستشفى الذي كانت تعمل به، وبمحاولة قتل ستة آخرين، وأعلنت الحكومة البريطانية فتح تحقيق مستقل لكشف ملابسات هذه الجرائم “المريعة”.

المستشفى الذي كانت الممرضة لوسي ليتبي تعمل به في شمال إنجلترا (الفرنسية)

مؤبد دون تخفيف

وقضت المحكمة البريطانية اليوم بإيداع الممرضة لوسي ليتبي في السجن مدى الحياة دون تخفيف الحكم مستقبلا بسبب ما وصفته المحكمة بـ”المستوى الاستثنائي للجريمة”.

وكانت لوسي ليتبي البالغة 33 عامًا، تعمل في وحدة العناية المركزة في مستشفى (كاونتس أوف تشيستر) بمدينة تشيستر في شمال غرب إنجلترا، وقد وصفها الادعاء بأنها “باردة وماكرة وقاسية وعنيدة”.

وبين يونيو/ حزيران عام 2015 ويونيو 2016، توفي سبعة أطفال خدّج فجأة من دون سبب واضح، بفارق ساعات قليلة أحيانًا، وكان 10 أطفال آخرين على وشك الموت، من دون سبب واضح أيضًا، لكن جرى إنقاذهم.

وأمرت الحكومة البريطانية يوم الجمعة بفتح تحقيق مستقل إثر إدانة الممرضة لوسي ليتبي، مشيرة في بيان إلى أن هذا التحقيق سيسعى “لكشف ملابسات جرائم القتل ومحاولات القتل المريعة لأطفال رضّع”.

سيارة سجن تحمل الممرضة البريطانية المتهمة بقتل الأطفال (الفرنسية)

“وسائل القتل”

واتُهمت الممرضة بحقن الهواء عن طريق الوريد في الأطفال الحديثي الولادة، وباستخدام أنابيبهم الأنفية المعوية لإرسال الهواء، أو بإعطائهم جرعة زائدة من الحليب في بطونهم.

وفي حالات منفصلة، أضافت الممرضة الأنسولين إلى محلول غذائي، وسحبت أنبوب التنفس من طفلة خديجة، كما أعطت كميات مفرطة من الطعام لضحية صغيرة بواسطة أنبوب، وفي بعض الحالات، كانت تجمع بين انتهاكات عدة في حق الطفل نفسه.

وأشار القاضي جيمس جوس إلى أن الممرضة كانت الوحيدة بين أفراد الطاقم الطبي التي بقيت في الخدمة أثناء التدهور السريع لوضع الأطفال الحديثي الولادة، وذلك قبل أن يبدأ المحلفون، في تداول القضية في 10 يوليو/ تموز.

واتُهمت أيضًا بمحاولة قتل بعض الأطفال في مناسبات عدة، ووُجّهت إليها 22 تهمة، سبع منها تهم بالقتل، و15 بالشروع في قتل عشرة أطفال.

وبدأت المحاكمة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول في مانشستر، وأدلى أهل الضحايا بشهاداتهم خلال المحاكمة، وبكى بعضهم خلالها، في حين وصف الدفاع لوسي ليتبي بأنها ممرضة “متفانية” وكانت تقول “عملي هو كل حياتي”.

وأعاد المدعي العام (نك جونسون) بدقة تحليل جداول عملها ورصد أوجه التشابه بين الوفيات، وأوضح أن لوسي ليتبي كانت تهاجم الأطفال بعد مغادرة والديهم، أو عندما تغادر الممرضة المسؤولة، أو في الليل عندما تكون بمفردها.

ثم كانت تنضم أحيانًا إلى الجهود الجماعية لإنقاذ الأطفال الحديثي الولادة، أو حتى لمساعدة الأهل اليائسين.

ومن بين الضحايا، توائم ثنائية وثلاثية، مات اثنان منهم بفارق 24 ساعة، بعد عودة الممرضة من الإجازة في يونيو 2016، وجرى إنقاذ الثالث، بعد أن أصرّ والداه على نقله إلى مستشفى آخر.

الممرضة البريطانية لوسي ليتبي سممت بعض ضحاياها الرضع (رويترز)

وقال المدعي العام إنها في ذلك الوقت، وبعد أن قتلت ضحاياها من دون لفت الانتباه، أصبحت امرأة “لا يمكن السيطرة عليها” مضيفًا “كانت تظن أنها الخالق”.

كما أن طفلة وُلدت قبل أوانها الطبيعي بفترة طويلة، وتعرّضت للهجوم ثلاث مرات من الممرضة في سبتمبر/ أيلول عام 2015، لا تزال تعاني من إعاقة شديدة.

وكتبت الممرضة في مذكرة عُثر عليها في منزلها عام 2018 “أنا لا أستحق أن أعيش، لقد قتلتهم عن قصد لأنني لست جيدة بما يكفي لرعايتهم، أنا شخص فظيع”، لكنها أعلنت براءتها في وثائق أخرى.

وبحسب المدعي العام، عمدت لوسي ليتبي أيضًا إلى تزوير بعض الملاحظات الطبية لتغطية آثار جرائمها.

ملاحظة مكتوبة بخط اليد إلى جنب مذكرات الممرضة لوسي ليتبي

وأثناء المحاكمة، روت إحدى الأمهات كيف أنها عادت لإحضار الحليب إلى أحد توأميها الخدّج في الساعة التاسعة مساءً في أغسطس/ آب عام 2015، وسمعته يصرخ ووجدت أن فمه ملطخ بالدماء، وقد طمأنتها لوسي ليتبي إلى حالته ونصحتها بالصعود إلى غرفتها.

وبحسب ما ذكر الادعاء، فإن الممرضة كانت قد دفعت لتوها المعدات الطبية إلى أسفل حلق الطفل الصغير، وحقنته أيضًا بالهواء، وقد توفي بعد ساعات قليلة، بعد أن فقد ربع دمه.

ونُقلت الممرضة لوسي ليتبي في يونيو عام 2016 إلى دائرة إدارية، وأُوقفت لأول مرة في 2018، ثم في 2019، وسُجنت أخيرًا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان