طالبو لجوء يكشفون معاناتهم على متن البارجة “بيبي ستوكهولم”
حمل الخطاب مناشدة للحكومة البريطانية بأن يتم الالتفات لمطالبهم والاهتمام بها

وجّهت مجموعة من طالبي اللجوء البالغ عددهم 39 شخصًا، من مختلف الجنسيات، خطابًا إلى وزارة الداخلية البريطانية، كشفت فيه عن معاناتها والصعوبات التي مرت بها على متن البارجة “بيبي ستوكهولم” الراسية جنوبي البلاد، في إطار خطة الحكومة لنقل طالبي اللجوء إلى سفن وقواعد عسكرية سابقة.
وأوضح هؤلاء اللاجئون أنهم “فرّوا من الاضطهاد والسجن والتعذيب القاسي، وخرجوا بقلوب ملؤها الخوف والأمل من بلدانهم الأصلية إلى بريطانيا بحثًا عن الأمان والحرية”.
وقالوا “لا يمكن تصوّر تحت أي ظروف قاسية من التعذيب والاضطهاد كنا نعيش في بلادنا، لقد اضطررنا إلى ترك منازلنا ووظائفنا وعائلاتنا، وبعضنا لم ير أسرته منذ شهور”.
وتابعوا “هذا الانفصال عن أسرنا كان مريرًا ومؤلمًا، وقد وصلنا إلى بريطانيا وكلنا أمل في مستقبل أفضل، ومع ذلك مكثنا فترة تصل إلى 6 أشهر، وفي بعض الحالات سنة كاملة، بدون فرص عمل أو دخل، وبدون القدرة على الدراسة أو ممارسة أدنى حقوقنا الأساسية”.
وأكد اللاجئون أنه بعد فترة طويلة من الانتظار، تم إبلاغهم بأنه سيتم نقلهم إلى البارجة “بيبي ستوكهولم”، التي وصفوا الإقامة فيها بأنها “مأساة قاسية”، تتطلب تدخلًا عاجلًا.
وأشاروا إلى أنهم تلقوا توصيات من منظمات الدعم والمحامين بعدم الذهاب إلى السفينة، معبرين عن اعتقادهم أنها قد تكون مكانًا غير آمن.
ورغم ذلك قرروا قبول قرار السلطات بالانتقال إلى البارجة وفقًا لتوجيهات وزارة الداخلية، حرصًا منهم على الالتزام بالقوانين ورغبة في احترام القواعد المنظمة داخل المجتمع البريطاني.

ورغم تلقيهم للقرار بصعوبة وتجاوزهم للتوتر والإحباط، قرروا الالتزام بالقرار والبقاء على متن السفينة.
وقالوا “على الرغم من شعورنا بأن السفينة قد تكون مكانًا للمخربين والخارجين على القانون، فإننا قبلنا القرار حرصا منّا على الالتزام بالقوانين والقيم المدنية”. وأضافوا “كان القرار صعبًا للغاية، إلا أننا قبلناه بشجاعة ودون أدنى اعتراض”.
وأوضح اللاجئون أن وزارة الداخلية بعد أيام من الخوف والإحباط والتوتر، وعقب ضغوط من وسائل الإعلام، قامت بنقلهم إلى مكان آخر.
لكنهم أشاروا إلى أن المكان الجديد ليس أفضل حالًا من سابقه، إذ تم نقلهم إلى فندق قديم ومهجور، وقالوا “نحن الآن نعيش في عزلة تامة. الضغوط النفسية والعاطفية زادت بشكل ملحوظ. ولم يعد لدينا رغبة في الحياة. وأصبح الشعور بالراحة والحصول على احتياجاتنا الأساسية همّنا في كل يوم”.
وحمل الخطاب مناشدة للحكومة البريطانية بأن يتم الالتفات إلى مطالبهم والاهتمام بها.
واختتم اللاجئون رسالتهم بالأمل في الحصول على دعم عاجل، معبرين عن ثقتهم في أنه من خلال الجهود المشتركة يمكنهم التغلب على هذه الظروف الصعبة وتحقيق الحياة المستقرة والآمنة التي يطمحون إليها.
وتسعى حكومة المحافظين، التي تشهد تراجعًا في شعبيتها قبل الانتخابات العامة المقررة العام المقبل، إلى وقف تدفق المهاجرين بواسطة القوارب عبر المانش.
وكان رئيس الوزراء ذو الأصول الهندية ريشي سوناك قد تعهد بـ”وقف” وصول المهاجرين غير النظاميين إلى بريطانيا عبر بحر المانش على متن قوارب صغيرة تنطلق غالبا من السواحل الفرنسية القريبة.
يشار إلى أنه عام 2022، وصل إلى سواحل إنجلترا أكثر من 45 ألف مهاجر على متن قوارب، وهو رقم قياسي. وتجاوز عددهم منذ مطلع العام الجاري 13 ألف شخص.