حاكم مصرف لبنان السابق: منصوري وجه إنذارا للحكومة والبنك لا يمكنه حل أزمة المودعين (فيديو)

اعتبر عياش قرارات منصوري بعدم إقراض الحكومة بمثابة إنذار للسلطات السياسية التي قصّرت على مدار 3 سنوات في إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية

قال حاكم مصرف لبنان السابق غسان عياش، أمس الجمعة، إن وسيم منصوري القائم بأعمال حاكم مصرف لبنان، “أراد أن يوصل رسائل إلى السلطة السياسية التي قصّرت حوالي 3 سنوات في إيجاد حلول للأزمة القائمة”.

وعلّق عياش لبرنامج (المسائية) بالجزيرة مباشر، على تصريحات منصوري التي جاء فيها أن “المصرف لن يغطي أي عجز عبر إقراض الحكومة سواء بالدولار أو الليرة”، داعيًا إلى إخراج السلطة النقدية واحتياجاتها من أي سجال سياسي.

ورأى أن وسيم منصوري يُنذ الحكومة والمجلس النيابي بأن “المصرف سيكفّ عن تسليف الدولة بالليرة والدولار حتى تردم عجزها”، مشيرًا إلى أن “العجز في الموازنة بلبنان مستمر منذ سنة 1985، وتعتمد الدولة في سدّه على المصرف المركزي”، وهو المسار الذي يريد منصوري تغييره، وفق عياش.

واعتبر حاكم مصرف لبنان السابق أن “هناك مجموعة من القوانين يجب أن تصدر عن المجلس النيابي، منها مثلًا القيود على التحويلات بالعملات وإخراجها من المصارف”، وقانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي الذي خرج من الاقتصاد، و”لم يعد من الممكن إعادته إلى دوره إلا بعد إنهاء المشاكل القائمة وردم الخسائر الكبيرة”.

محتج في بيروت على أزمة المصارف (الجزيرة مباشر)

“لم تكن مطمئِنة للمودعين”

وأعلن وسيم منصوري، أمس الجمعة، أنه سيتم دفع رواتب القطاع العام للشهر الجاري بالدولار الأمريكي بدلًا من الليرة اللبنانية بهدف ضخ وتوفير كتلة نقدية أجنبية في الأسواق تساعد على ضبط سعر الصرف.

وأشار منصوري إلى أنه “لا يمتلك إجابة لمودع حول مصير وديعته إلى اليوم”، وأوضح أن الاستقرار النقدي الذي يؤمنه المصرف المركزي يرتبط بالأوضاع الاقتصادية والأمنية، ولا يمكن للمصرف المحافظة على الاستقرار دون سنّ القوانين والتعاون مع مجلس النواب والحكومة.

وقال إبراهيم عبد الله الناشط في الدفاع عن حقوق المودعين، لبرنامج (المسائية)، إن تصريحات منصوري لم تكن مطمئِنة للمودعين، متسائلًا عن “الاستقرار النقدي” الذي تحدّث عنه المسؤول “في حين فقدت العملة أزيد من 95% من قيمتها”.

واعتبر المتحدث باسم المودعين اللبنانيين، أن المسؤول لم يهتم بأموالهم وإنما بتسديد رواتب القطاع العام، واعتبر أن “القيود على التحويلات لم تعد لها قيمة الآن بعد أن تم تهريب أموال إلى الخارج ولم يتبق منها سوى 7.5 مليارات”.

لبنان.. احتجاجات أمام المصرف المركزي ومحاولات اقتحام بنوك (الأناضول)

الحد من الأزمة

وعن هزّ الثقة في عملة البلاد بقرار دفع رواتب القطاع العام بالدولار الأمريكي، قال حاكم مصرف لبنان السابق غسان عياش، إن الأمر قد حدث بالفعل لكن ليس بعد القرار بل قبله بمدة طويلة.

وأوضح أن قرارات منصوري “لا تعالج جوهر الأزمة لكنها تحاول الحد منها بدرجة معينة”، مضيفًا أن “مصرف لبنان لا يملك وسيلة لتعويض المودعين”.

وعبّر عن ذلك قائلا “لقد جُرّد المصرف من سلاحه، عندما استولى على ودائع المصارف بالدولار الأمريكي إلى خزائنه وتصرّف بها لحماية سعر صرف الليرة”، وأوضح أن “هذا الخطأ حدث في الماضي وأدى إلى فجوة في النظام المالي”، مشيرًا إلى أن “العجز يُقدر بأزيد من 72 مليار دولار لا يملك المصرف منها أكثر من 10%”.

غضب الناشطين

وتفاعل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات القائم بأعمال حاكم مصرف لبنان، وكتب الاقتصادي والمصرفي محمد فحيلي “الدولار مستقر ولا أحد يمن علينا بهذا الاستقرار لأن الدولار عملها من دون أن يستعين بصديق أو بأحد، يحاول مصرف لبنان أن يحتسب هذا الاستقرار كأحد إنجازاته، لكن ليعلم الجميع أن الشعب هلك ليصل إلى هنا”.

وتساءل فادي سباعي “إن كنت أنت لا تملك الإجابة.. من يمتلكها إذًا، أين رياض سلامة؟ من أمن له خروجا آمنا وأخفاه عن الأنظار؟”.

ورأى الناشط غابي مارديني أن “وسيم منصوري حاكم مصرف ورجل دولة سلاحه الشفافية والصدق والاجتهاد، فيما رياض سلامة فاسد.. الفرق بين الثرى والثريا”.

لكن محمود عاقل قال “واهم من يعتقد أن السيد منصوري أفضل من رياض سلامة وبعيد عن المنظومة السياسية الفاسدة التي أوصلتنا إلى تبخر أموال المودعين  وخراب البلد”، وزاد “لا ثقة بالمنظومة وتوابعها”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان