التعليم الجامعي في تركيا.. فرص وتحديات للطلاب العرب والأجانب

تتيح تركيا للطلاب الأجانب، وخاصة العرب، فرصًا واعدة في مجال التعليم الأكاديمي، حيث يمكنهم الاستفادة من الفرص الدراسية والحصول على شهادات جامعية معترف بها دوليًا.
وفي مقابلة مع موقع الجزيرة مباشر أوضح محمد العلي، مدير إحدى شركات الخدمات التعليمية في تركيا، أنه رغم تشديد سياسات الإقامة في تركيا، لا سيما في إسطنبول، إلا أن الطلاب الأجانب، ومن بينهم العرب، يتمتعون بامتيازات قانونية وتسهيلات متعددة فيما يتعلق بالتأشيرة والإقامة والتأمين الصحي ووسائل النقل والتسوق، وغيرها من الخدمات.
وأشار العلي إلى أن الجامعات التركية تفتح أبوابها للطلاب الأجانب، حيث يمكن للطلاب الحصول على قبول جامعي للحصول على “فيزا” طلابية، مما يسمح لهم بالإقامة في تركيا خلال فترة دراستهم والتي تصل إلى 5 سنوات. كما يمكن أيضًا للطلاب القادمين بتأشيرة سياحية الحصول على إقامة طلابية بشرط أن يكونوا مسجلين في جامعة محلية.
وعلى الرغم من الفرص المتاحة، تبقى هناك تحديات تواجه بعض الطلاب، حيث يشكو بعضهم من التعرض لممارسات سلبية نتيجة سوء تقدير من قبل بعض الجهات الرسمية، ما يؤثر على وضعهم القانوني في البلاد.
ويقول الطالب محمد.ع. لموقع الجزيرة مباشر “معي إقامة طالب، لكن فجأة، أوقفني شخص يرتدي زيا مدنيا، ويحمل كارنيه شرطة، ثم طلب مني هوية الإقامة المؤقتة، الكيملك”.
وتابع “أطلعته على إقامتي، فأخبرني أنها لا تمنحني حق الوجود في إسطنبول، رغم أنها تتيح لي التنقل بين جميع الولايات التركية، على عكس هوية اللاجئين، ومع ذلك طلب مني الذهاب معه لقسم الشرطة، رغم سلامة إقامتي وموقفي القانوني، ووضعني في الحجز الأمني، قبل أن يسمح لي شرطي محترم، بمحادثة أهلي عبر الهاتف”.
وأوضح “تواصل أهلي مع الجهات الأمنية، وعرفت من ضابط الوردية الليلية، أن زميله الذي أحضرني للقسم، قال إني مخالف، فقلت للضابط الجديد، إنني أبرزت له إقامتي السليمة، وكارت المواصلات، قبل الإفراج عني، فيما أكدت إدارة الهجرة، حقي في التنقل بموجب الإقامة السليمة”.
فرص وتحديات
غير أن الناشط السوري في قضايا اللاجئين، أحمد قطيع، يقول “من واقع معلوماتي، كراصد لوضع السوريين، في بداية عام 2022، تم ترحيل طلاب جامعيين من سوريا، لكن عادوا مجددا، لاستكمال الدراسة في تركيا. ومؤخرا، لم يتم ترحيل أي طالب”.
وحول رفض إقامات بعض الحالات، يقول قطيع “نحن لم نرصد أي حالات خاصة بالطلبة السوريين. جميع الذين قدموا أوراقهم كاملة، تم تجديد إقامتهم الطلابية. بعض الحالات التي دخلت بطريقة غير شرعية، يصعب عليها الحصول على هوية الحماية المؤقتة، الأمر الذي أثر في قبولهم بالجامعات التركية”.
وأضاف قطيع “الطلاب السوريون يسجلون من خارج تركيا من خلال الدولة التي يقيمون فيها، سواء كانت عربية أو غيرها، من خلال تقديم طلب لاستكمال الدراسة بتركيا، والقبول بالجامعة، حتى يحصل على فيزا، ويستكمل الإجراءات، لكننا واجهنا مشكلة في بعض الحالات، الأمر الذي يفقدهم فرص استكمال الدراسة الجامعية”.
الوجهة الأفضل
ومع ذلك، تبقى تركيا وجهة جاذبة للطلاب العرب، حيث توفر تكاليف معيشة وتعليما مناسبا، مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة.
وتعتبر تركيا من بين الدول الأكثر استقبالا للطلاب الوافدين، لا سيما العرب، حيث يبلغ عدد الطلاب الأجانب حوالي 280 ألف طالب من 184 دولة.
وتشمل التخصصات المتاحة للطلاب العرب مجموعة متنوعة من المجالات الأكاديمية، مما يجعل تركيا وجهة مثالية لمن يسعون لتحقيق تعليم عالي الجودة وبأسعار معقولة.
وتقل رسوم الجامعات التركية، وتكاليف المعيشة بها عن مثيلتها في أوروبا والولايات المتحدة، خاصة مع توفير المساكن المتنوعة للطلاب، وتنوع أسعارها، ومستوياتها، وتنوع وسائل النقل، وظروف المعيشة، حيث تتراوح المصاريف الشهرية في المتوسط بين 300 و600 دولار أمريكي.
ويوضح المختص في تسويق القطاعات الخدمية بتركيا، أنس سليمان أن “طالب الجامعة الخاصة ينفق ما بين 41 إلى 47 ألف دولار خلال فترة دراسته، خلال 4 أو5 سنوات دراسية، مع مصاريف المعيشة، وينفق طلاب التخصصات الطبية في الجامعات الخاصة حوالي 117 ألف دولار، وفي الحكومية من 20 إلى 26 دولارا”.
ووفقا للإحصاءات، فإن النسبة الأكبر من الطلاب الأجانب يأتون من سوريا وأذربيجان وإيران والصين وألمانيا ومصر واليونان، بينما تعتبر ولايات إسطنبول وأنقرة وإزمير، من بين الوجهات الأكثر جذبا للراغبين في الدراسة، من حيث جودة التعليم، وعدد الجامعات، وتخصصاتها.
وتتنوع التخصصات التي يقبل عليها الطلاب العرب بين العلوم الطبية والهندسة بتخصصاتها وعلوم الحاسب، فضلا عن إدارة الأعمال والمحاسبة والتسويق الإلكتروني، وصولا إلى الفنون الإبداعية والتطبيقية، كتصميم المجوهرات والحلي، وغيرها.
وبعد القبول في إحدى الجامعات، يمكن الحصول على فيزا دراسية، لكن القبول المبدئي ليس مسوغا للحصول على الفيزا، حيث تشترط بعض الجامعات سداد جزء من الرسوم أو الرسوم كلها.
وتشترط الجامعات التركية اجتياز الطلاب الأجانب لامتحانات خاصة بهم، وهي امتحان “اليوس”، لتقييم مستوى الطلاب الوافدين المتقدمين للدراسة لديها. وهناك أيضا امتحان “السات” لقياس مستوى الطلبة في بعض المواد، وامتحان تقييم ملفات الطلاب الأجانب، المعتمد منذ العام الماضي قبل بدء الدراسة في تركيا، وتعتبر هذه الامتحانات أحد أهم معايير قبول الطلاب الأجانب فيها.
وتعتبر تركيا، من الدول المصنفة في “الوصول للتعليم العالي” حيث إن معدل التعليم في مرحلة التعليم العالي يتجاوز الـ95%، وذلك من خلال 208 جامعات عامة وخاصة، يدرس بها حوالي 8 ملايين طالب، فضلا عن تصنيف جامعاتها بين الجامعات الأوروبية، وفق تقييمات الاتحاد الأوروبي.