السودان.. قائمة طويلة من النساء المفقودات واتهامات للدعم السريع بالمسؤولية

القتال في السودان اندلع في منتصف إبريل/ نيسان وما زال مستعرا (رويترز)

منذ اندلاع الصراع في السودان حول السلطة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي صور للعديد من النساء المفقودات.

وقال تقرير لفرانس برس إن مبادرة القرن الإفريقي لمساعدة النساء المعروفة باسم (صيحة) أفادت بأن العدد التقريبي للنساء المفقودات 31، وهو قابل للزيادة”.

وقالت المبادرة -التي توثق أعداد المفقودين- في هذا الصدد “نعتقد أن العدد أكبر من ذلك بكثير، نظرًا لتجنب التبليغ عن المفقودات خشية من الوصمة وما إلى ذلك”.

قتلى ومفقودون

وأسفرت الحرب الدائرة بين القائدين العسكريين حتى الآن عن مقتل 3900 على الأقل ونزوح نحو 3.5 ملايين داخليا أو إلى خارج الحدود بعيدا عن مناطق القتال التي تتركز في العاصمة وإقليم دارفور بغرب البلاد.

وتزيد أعمال العنف التي تُستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، احتمال تعرض المدنيين للخطر، فضلًا عن اتهام أحد أطراف الصراع باختطاف النساء لأغراض الخدمة.

وأفادت مبادرة (مفقود) السودانية المعنية بالبحث عن المفقودين في بيان مطلع الأسبوع “بالعثور على (السودانية هبة عبيد) وعادت إلى أسرتها سالمة، بواسطة القوات الخاصة في منزل بالحلفايا (شمال الخرطوم) ومعها فتيات ونساء من كبار السن”.

وكانت هبة عبيد قد فقدت في الأسبوع الأول من الحرب، وأوضح البيان بحسب إفادة أسرة الشابة، أن الفتيات والنساء “خُطفن من قبل الدعم السريع حتى يقوموا بتضميد الجرحى من القوات وطهي الطعام”.

اتهام الدعم السريع

وتعتقد منظمة صيحة أن “قوات الدعم السريع تقف وراء حوادث الاختفاء”، رغم عدم اتهامها قوات دقلو بشكل صريح. وقد تلقت المنظمة بلاغات عن مفقودات.

وأوضحت المبادرة الإقليمية أن هذا الافتراض أتى “لأن بعض النساء اللواتي كُنّ مفقودات صرّحن بأنهن أجبرن من قوات الدعم السريع عن طريق العُنف والترهيب على أداء مهام مثل الطبخ وغسل الثياب في ظروف صحيّة وأمنية رديئة”.

وفي الشهر الماضي، تلقّت المبادرة معلومات تفيد بأن أفرادًا من الدعم السريع “قاموا باختطاف نساء وفتيات واحتجزوهن كرهائن في مناطق محددة من إقليم شمال دارفور، ثمّ أطلق سراحهنّ، مقابل فدية أو ربما بيعهن لاحقًا في الأسواق”.

ووصل مبلغ الفدية أحيانا إلى 30 مليون جنيه سوداني (نحو 54 ألف دولار) بحسب ما ذكرت المبادرة.

وقالت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري إنها سجلت “430 بلاغا عن مفقودين أثناء الحرب”، ورفعت أسماء رجال ونساء وأطفال مفقودين إلى مراكز شرطة في ود مدني (200 كلم جنوب الخرطوم) التي استقبلت آلاف النازحين من العاصمة.

وقال المحامي بالمجموعة عثمان البصري “حسبما سمعنا من ناجين، يتم الاحتجاز من قبل قوات الدعم السريع” في حين نفى مصدر بقوات الدعم السريع لفرانس برس وجود محتجزين لديهم وقال “القوات لم تختطف أحدا ولم نحتجز إلا شخصا متورطا في جريمة”.

في الثالث من يوليو/ تموز أعلنت لجنة مقاومة حي الحلفايا شمال بحري أن أفرادا من قوات الدعم السريع “اختطفوا شابتين من داخل منزلهن”، ثم أطلقت سراحهن بعد خروج مواطني الحي واحتجاجهم.

كما أفادت اللجنة بوقوع 3 حوادث منفصلة لاحتجاز 4 فتيات في منطقة (حلفايا الملوك) من جانب قوات الدعم السريع، وأعيدت الفتيات بعد جهود من ذويهنّ ومن أهالي الحي.

ولجان المقاومة مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح نظام عمر البشير عام 2019، وتنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع قبل ثلاثة أشهر.

“ماتت أم ما زالت حيّة؟”

ولفتت مبادرة القرن الإفريقي إلى إقليم دارفور -غربي السودان-باعتباره بين المناطق التي تأثرت بحالات الاختفاء أو الفقد.

والأسبوع الماضي أفاد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيق في أحداث العنف التي وقعت في دارفور بعد دعوات من منظمات حقوقية للتحقيق في تقارير عن حالات نهب وعنف جنسي واحتدام الصراعات العرقية.

الحرب في السودان أودت بحياة مئات الضحايا من المدنيين (AFP)

وكانت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل قد وثقت وقوع 108 حالات عنف جنسي بولاية جنوب دارفور والخرطوم، وقالت في بيان “في جميع الحالات الجديدة الموثقة لدى الوحدة، أفادت الناجيات بأن الجناة كانوا عناصر من قوات الدعم السريع”.

وتروي سودانية فرّت من نيران المعارك في الجنينة إلى شرق تشاد فقدان ابنتها وتقول “فقدناها عند فرارنا من القتال في الجنينة ومرّ 45 يوما وحتى الآن لا نعرف عنها شيئا”.

وقالت حليمة هارون التي فرّت من الجنينة في إقليم دارفور إلى شرق تشاد، إنها فقدت ابنتها نجوى البالغة 16 عاما وأضافت “لا نعرف هل ماتت أم ما زالت حية”.

المصدر: الفرنسية

إعلان