صناعة الفخار في غريان الليبية.. تراث يتعرض للتهميش (فيديو)

تتزين مداخل مدينة غريان في طريق الجبل الغربي بليبيا بمحلات تعرض منتجات خزفية بألوان مختلفة، يتفنن الباعة في عرضها ويرسمون بذلك لوحة بديعة تسر الناظرين.
تشتهر المدينة بصناعة الفخار، ومع أن هذه الصناعة بدأت الاندثار، فإن هناك من يحاول الإبقاء عليها، ومنهم الحاج محفوظ (62 سنة)، الذي ورث الحرفة عن أجداده ثم ورّثها لأبنائه.
يزاول الحاج محفوظ المهنة منذ أن كان عمره 12 عاما، ويدافع بشغف وحرقة عن الصناعة التقليدية التي تتميز بها منطقته التي طالها الكثير من التهميش، على حد قوله.
يقام مصنع الحاج محفوظ الذي زارته كاميرا الجزيرة مباشر، على سفح جبل يحصل منه المصنع على الطين. تشفط الخراطيم الطين وتجعله يدور في برميل ضخم مدة 6 ساعات، ثم تصفي الآلات الطين وتُخرجه عبارة على شكل أعمدة يتم العمل عليها وتشكيلها.
يقول الحاج حفيظ، إن المصنع يستهلك 5000 كيلوغرام يوميا ثم يبيع الباقي لمعامل أخرى مقابل ثمن زهيد، على حد قوله، لتشجيعها والحفاظ على استمرارها. وهذه طريقته للدفاع عن مهنة أجداده.
طالب صاحب المصنع الحكومة ووزارة الصناعة التقليدية بفتح قنوات توزيع في جميع مناطق ليبيا، بدل أن تتركز المصانع في غريان دون غيرها.

يقول الحاج حفيظ إنهم يشتغلون تحت الطلب ويصنعون المنتجات التي يطلبها منهم الزبائن، وإن أكثرها رواجا خوابي الماء التي يخلط فيها الصانع الطيب بملح الأكل حتى لا يتغير طعم الماء بعد وضعه فيها.
يشتغل الصانع 150 قطعة في اليوم، وبعد تجفيفها تدخل إلى فرن ضخم تصل درجة حرارته إلى 1000 درجة مئوية مدة 8 ساعات، يحتاج بعدها إلى 4 ساعات أخرى حتى يبرد.
وقال صاحب المصنع إن الشباب الليبي لا يقبل على هذه المهنة بشكل كبير، ولذلك يعمل مع الحاج حفيظ عمال من مصر والمغرب وتشاد، ويقول إنه على استعداد لتدريب 20 عاملا في وقت واحد، ويطالب وزارة الصناعات التقليدية بالاهتمام بهذه الحرفة وفتح معاهد للشباب لتعلمها.
وأفاد صاحب المصنع للجزيرة مباشر بأن الطلب يفوق ما يقدر العمال على إنتاجه، إذ يتوافد الليبيون على مدينة غريان لشراء المنتوجات الخزفية بالقطعة والجملة، معتبرا أن القائمين على الصناعة التقليدية لا يهتمون بالحرفة.
وقد اشتكى صاحب المصنع من الانقطاع المستمر للكهرباء، الذي قال إنه يكبده خسائر كبيرة، إضافة إلى النقص الشديد في البنزين، مشددا على أن الحكومة لا تدعم أصحاب المصانع.