اعتقال جنديين في أمريكا بتهمة نقل أسرار عسكرية حساسة إلى الصين

بحارة ومشاة بحرية على متن سفينة أمريكية هجومية برمائية، عقب تمرين (رويترز)

اعتقلت السلطات الأمريكية جنديين من البحرية الأمريكية، لاتهامها بنقل مواد حساسة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي إلى الصين.

وقالت وزارة العدل الأمريكيّة في بيان، أمس الخميس، إنها تشتبه في أنّ اثنين من أفراد البحريّة يعملان في كاليفورنيا قد نقلا معلومات استخباريّة حسّاسة إلى الصين.

وأوقِف الرجلان في الآونة الأخيرة ووُجّهت إليهما تهمة إرسال صور ومقاطع فيديو ووثائق لجواسيس صينيّين تحوي بيانات مهمّة حول تنظيم الجيش الأمريكي، بحسب ما جاء في البيان.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الرقيب وين هينغ شاو (26 عاما) متهم بالتآمر وتقاضي رشوة تقدر بنحو 15 ألف دولار مقابل صور ومقاطع مصورة تحتوي على معلومات عسكرية أمريكية حساسة.

كما اتُّهم الجندي في البحرية الأمريكية جين تشاو وي (22 عاما)، بالتآمر لإرسال معلومات دفاعية وطنية إلى الصين مقابل آلاف من الدولارات.

وأوقِف جين تشاو وي، وهو المشتبه فيه الأول بالقضية، يوم الأربعاء في القاعدة البحريّة في سان دييغو حيث كان يعمل ميكانيكيًّا على متن سفينة هجوميّة، ويُشتبه في أنّه تعاون مع عميل صيني منذ فبراير/ شباط عام 2022، لتزويده بمعلومات تتعلّق بتشغيل هذه السفينة البرمائيّة وأمنها وتسليحها.

مندوب الصين خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي (رويترز)

واتُّهم الجندي بتلقّي آلاف الدولارات مقابل المعلومات الحسّاسة التي أرسلها عبر اتّصالات مشفّرة حسب الادّعاء، وهو يواجه حكمًا بالسجن مدى الحياة.

أمّا المشتبه فيه الثاني الرقيب وين هينغ شاو فكان يعمل في المحطّة البحريّة في مقاطعة فينتورا، شمالي لوس أنجلوس.

ويُشتبه في أنه قد نقل معلومات حسّاسة بين أغسطس/ آب عام 2021 ومايو/ أيار العام الحالي 2023، إلى جاسوس صيني يتظاهر بأنّه باحث في مجال الاقتصاد البحري.

ويُشتبه أيضا في أنّ الجاسوس أعطاه نحو 15 ألف دولار مقابل معلومات مفصّلة حول تدريبات واسعة النطاق للبحريّة الأمريكيّة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وحول خطط نظام رادار مثبت على قاعدة في جزيرة أوكيناوا باليابان.

وفي حال إدانته، فسيواجه ما يصل إلى 20 عامًا من السجن، بحسب ما ذكر الادّعاء.

بالون تجسس صيني مشتبه فيه بعد إسقاطه قبالة ساحل ساوث كارولينا (رويترز)

تنديد “بحملة التجسس الصينية”

وندد مسؤولون أمريكيون بحملة التجسس الصينية في المؤتمر الصحفي الذي عقد بهذا الخصوص، أمس الخميس.

وقال مات أولسن، مساعد وزير العدل للصحفيين في سان دييغو إنه “بسبب تصرفات الرجلين، وقعت معلومات عسكرية حساسة في نهاية المطاف في أيدي جمهورية الصين الشعبية”.

ونقل بيان عن سوزان تورنر، نائبة مدير شعبة مكافحة التجسّس في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) أنّ “هذين التوقيفين يُذكّراننا بالجهود الحثيثة والعدوانيّة التي تبذلها جمهوريّة الصين الشعبيّة لتقويض ديمقراطيّتنا وتهديد من يدافعون عنها”.

وشدّدت على أنّ المعلومات المنقولة من قبل الرجلين من شأنها “تعريض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر في شكل خطِر”.

وزيرة الخزانة الأمريكية في اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الصيني في بيجين (رويترز)

من جانبه، قال ستايسي موي من مكتب الإف بي آي “لا يوجد تهديد أكبر للولايات المتحدة على مدى أجيال متعددة” من الصين.

وأضاف أن بيجين “لن يوقفها شيء عن مهاجمة الولايات المتحدة في إطار خطتها الاستراتيجية لكي تصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم”.

ولم يصدر تعليق من السفارة الصينية في واشنطن حتى الآن على هذا الأمر.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين على مدى سنوات بسبب مجموعة من القضايا المتعلقة بالأمن القومي والتجارة، لكنّهما تحاولان العودة إلى الحوار بعد أشهر من التوتّر.

وتتهم الولايات المتحدة الصين بالتجسس وشنّ هجمات إلكترونية، وهو ما تنفيه الصين، وتقول إنها أيضا “عرضة للخطر بسبب الجواسيس”.

المصدر: وكالات

إعلان