السودان.. الجيش يتصدى لهجوم في “جبل أولياء” ومخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار القتال

قال مراسل الجزيرة مباشر، إن الجيش السوداني شنّ غارات جوية على مواقع الدعم السريع بمنطقة أم بدة في مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم، أمس الخميس.
من ناحية أخرى، قال الجيش السوداني إن قواته تصدت لهجوم شنته قوات الدعم السريع بمنطقة مدينة الرشيد بجبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني “تصدينا لهجوم شنته المليشيا المتمردة على قواتنا بمنطقة مدينة الرشيد بجبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم”.
قتال مستمر
يأتي ذلك وسط استمرار القتال والاشتباكات العنيفة بين الطرفين المتحاربين في السودان، في العاصمة وأقاليم أخرى وخاصة إقليم دارفور غربي البلاد، دون أيّ بادرة لوقف إطلاق النار.
وقال الناطق الرسمي للجيش، إن “المتمردين -في إشارة إلى قوات الدعم السريع- كثفوا من استهداف عدد من المناطق السكنية بالعاصمة بالقصف المدفعي لإجبار المواطنين على إخلاء مساكنهم ثم نهبها”.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن الجيش مستعد للتصدي لأيّ هجوم، وقال “قواتنا في كافة المواقع جاهزة للتصدي لأيّ محاولة يمكن أن تقوم بها المليشيا”.
“يعيشون رعبًا”
وفي هذا السياق، قالت منظمة العفو الدولية، إن المدنيين في أنحاء السودان يعيشون رعبًا لا يمكن تصوره، على خلفية الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأكدت المنظمة الحقوقية الدولية، في أول تقرير حول الحرب في السودان نشرت تفاصيله أمس الخميس إن “جرائم حرب واسعة النطاق تُرتكب في السودان”.
ويوثق التقرير الذي يحمل عنوان “جاء الموت إلى بيتنا” جرائم الحرب ومعاناة المدنيين في السودان والخسائر الجماعية بين المدنيين جراء الهجمات المتعمدة والعشوائية التي تشنها الأطراف المتحاربة.
Today we launch our new @amnesty #Sudan report, ‘Death Came To Our Home’: War Crimes and Civilian Suffering In Sudan. The report documents how #SAF, #RSF & allied militias, have committed serious violations & abuses including war crimes. @SJEastAfrica @AmnestyEARO @FlaviaMwaka pic.twitter.com/Y4E8z3D5sZ
— Abdullahi Hassan (@abdullahisom1) August 3, 2023
وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنياس كالامار “إن المدنيين في أنحاء السودان يعيشون رعبًا لا يمكن تصوره كل يوم بينما تتنافس قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بتهوّر للسيطرة على الأراضي”.
وأشارت إلى أن “الناس يُقتلون في قلب منازلهم، أو أثناء بحثهم اليائس عن الطعام والماء والدواء”.
وتعرضت عشرات النساء والفتيات، وبعضهن لا يتجاوزن 12 عاما، للاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي على أيدي أفراد من الأطراف المتحاربة، بحسب ما ذكر التقرير.
Civilians in #Sudan are suffering unimaginable horror as conflict ravages the country.
Killed inside their homes. Killed while desperately searching for food, water and medicine.
Our new report into war crimes, here 👇 https://t.co/J13XxXuCK1
— Amnesty International (@amnesty) August 3, 2023
“تعميق الأزمة الإنسانية”
واندلعت اشتباكات في السودان -بصورة غير متوقعة- في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، حيث يخوض الجيش وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة -أخفقت سلسلة من الهُدن في إيقافها؛ مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
يأتي ذلك وسط مخاوف من انتشار الأمراض وانعدام الأمن الغذائي والأدوية والخدمات الأخرى وسط السكان، سواء من نزح منهم ومن بقي داخل البلاد وسط القتال ونيران الاشتباكات.
وقالت منظمات دولية في تصنيف جديد “زاد العدد التقديري للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حادّ في السودان بوتيرة أسرع من المتوقع إلى 20.3 مليونًا، أو ما يعادل 42% من السكان”.
يأتي ذلك في وقت يؤدي فيه الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى تعميق الأزمة الإنسانية في البلاد، حسبما جاء في “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، وهو شراكة بين وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وجماعات أخرى.
وكشف التصنيف أن المناطق الأكثر تضررا تشمل العاصمة الخرطوم، وإقليم دارفور في غرب البلاد، وأجزاءً من كردفان، وجميعها تشهد قتالا وهجمات وأعمال نهب منذ اندلاع الحرب في منتصف إبريل/ نيسان.
وأفاد سكان في جميع أنحاء السودان بتدهور الأوضاع، بما يشمل انقطاع الكهرباء الذي يستمر لأيام في بعض المناطق، ونقص الأدوية وانقطاع الاتصالات، في حين تجد وكالات الإغاثة صعوبات في توصيل المساعدات.
وقالت (رويترز) الأسبوع الماضي إن عدد القتلى المدنيين في الخرطوم أعلى بكثير مما تشير إليه الأرقام الرسمية، في ظل حصار السكان بين انشار لقوات الدعم السريع على الأرض والغارات الجوية والقصف من الجيش.