“فوقنا نار وتحتنا نار”.. طفلة سورية تصف صعوبة العيش في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتتمنى العودة إلى بيتها (فيديو)

“فوقنا نار تحتنا نار”، بهذه الكلمات وصفت طفلة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات الوضع في المخيم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وقالت الصغيرة ريماس لكاميرا الجزيرة مباشر “حتى المروحة بتجيب نار”.
وأضافت الطفلة بكلمات مؤثّرة “نقضي ساعات اليوم غصبا (أي بصعوبة شديدة)”، موضحة أن الوضع مأساوي، وعبّرت ببراءة لم تنل منها الحرب، عن أمنيتها قائلة “أتمنى أن نعود إلى بيوتنا بالضيعة”.
ورصدت الجزيرة مباشر، اليوم السبت، أوضاعا مأساوية للنازحين السوريين في مخيم “البلد” بريف إدلب، إذ تزداد معاناة ساكني الخيام مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
ويعاني النازحون في المخيم نقص المساعدات الإنسانية والخدمات بعد القرار الأممي بمنع إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” الحدودي بين تركيا والشمال السوري.
وقال نازحون إنهم يعيشون في الخيام نفسها منذ 5 سنوات، وإنها أصبحت بالية وغير صالحة للعيش، وإن الوضع يزداد سوءا داخلها في فصل الصيف الذي تصل درجة الحرارة فيه في أغلب الأوقات إلى 42 درجة مئوية.
وأفاد نازح للجزيرة مباشر بأن الأطفال هم الأكثر تضررا، إذ يصابون بأمراض كثيرة نتيجة الحرارة المرتفعة، ويحتاجون إلى زيارة الأطباء باستمرار، قائلا إن بعضهم “أصيب باختلال” من ضربات الشمس.

ولا يجد النازحون وسيلة لمواجهة الحرارة في ظل انقطاع الكهرباء، إلا الاستحمام المستمر، في حين تتعرض خزانات الماء البلاستيكية بدورها لأشعة الشمس طيلة النهار، مما يجعلها شديدة السخونة.
وقال نازح إن المياه تصبح غير صالحة للشرب ولا للاستحمام، كما ترتفع أسعار قوالب الثلج التي يلجأ سكان الشمال السوري إلى شرائها بسبب قلة المبردات المنزلية، ويصل سعر القالب الواحد بحسب أحد النازحين إلى 40 ليرة تركية (أزيد من دولار ونصف).
واشتكى النازحون للجزيرة مباشر من عدم توفر فرص للعمل، إذ يعاني معظم رجال المخيم البطالة؛ مما يجعلهم غير قادرين على توفير حاجيات أسرهم.
وفي حين تغيب المساعدات الإنسانية وسلل الغذاء، يناشد سكان المخيم المنظمات الإغاثية تغيير خيامهم البالية، التي لا يتمكنون من المكوث داخلها في فصل الصيف بسبب شدة الحرارة كما أنها لا تحميهم من مياه الأمطار في الشتاء.

ويغادر النازحون وصغارهم الخيام مع ساعات الصباح الأولى للاحتماء من الشمس تحت الأشجار أو المباني القريبة، ولا يعودون إليها إلا بعد الغروب، كما يجدون صعوبة في النوم فيها ليلًا، إذ تُخزّن الخيام المصنوعة من البلاستيك والنايلون الحرارة.
وطالب نازح المنظمات بتوفير مساكن إسمنتية لهم حتى تُنهي معاناتهم، موضحا أن عدد سكان المخيم هو 360 أسرة، ويخاف النازحون من نشوب حرائق داخل الخيام؛ مما يجعلهم يتجنبون استخدام الغاز.