رمز الانتفاضة.. مصنع للكوفية الفلسطينية في الخليل منذ 60 عاما (فيديو)

في مصنع بمدينة الخليل، لا تتوقف آلات ضخمة عن حياكة الخيوط ورصها لإخراج ثوب بديع برسم واحد وألوان مختلفة، إنها الكوفية الفلسطينية رمز الانتفاضة والثورة.
أُسّس مصنع إنتاج الكوفية الفلسطينية قبل 60 عامًا، وهو الآن من التراث الفلسطيني. بدأ سنة 1961 بمعدات بسيطة ثم تطور حتى أصبح بحجمه الحالي.
يقول صاحب المصنع لكاميرا الجزيرة مباشر، إنه مرّ بمراحل صعبة منها الانتفاضة، إلا أنه ظل صامدًا كما تصمد فلسطين، ولا تزال آلاته تعمل إلى اليوم.
يواجه المصنع تحديات أخرى، تتعلق بالاستيراد من الخارج، إذ أصبح عدد من التجار داخل فلسطين يعتمدون على استيراد الكوفية من مصانع خارج البلد، بأسعار أقل.
وطلب صاحب المصنع الدعم من الحكومة بمنع الاستيراد وتشجيع المصنع الذي يختزل تاريخ الرمز الفلسطيني، بينما يُقبل السياح على شرائها بشكل كبير.

وتابع المتحدث للجزيرة مباشر أن المصنع تطور من صناعة الكوفية بالأسود والأحمر إلى أكثر من 50 لونًا، كما يُنتج الفساتين والقمصان.
ويروي الكاتب والباحث الفلسطيني محمد خير موسى قصة الكوفية الفلسطينية، ويقول “في الثورة الفلسطينية الكبرى كان الثوار الفلسطينيون يأتون من القرى لتنفيذ عملياتهم ضد شخصيات ودوريات الاحتلال البريطاني في المدن الفلسطينية”.
ويتابع “كعادة أهل القرى كان الثوار يلبسون الكوفية ويتلثمون بها، بينما كان لباس أهل المدن الفلسطينية آنذاك هو الطربوش التركي الأحمر، فبدأت سلطات الاحتلال البريطاني تستهدف من يلبسون الكوفية في المدن وتعتقلهم، وذلك لسهولة تمييزهم عن المحيط الاجتماعي العام، وتسبب هذا في إحباط العديد من عمليات الثوار، واعتقال الكثير من أهل القرى”.
وأفاد موسى بأن قيادة الثورة أصدرت حينئذ تعميمًا تطالب فيه أهل المدن بنزع الطربوش الأحمر وارتداء الكوفية التي هي لباس الفلاحين من أهل القرى، وكانت الاستجابة مذهلة، وكانتشار النار في الهشيم، أصبحت الرؤوس مغطاة بالكوفية والعقال عوضًا عن الطربوش الذي لم يعد له وجود في المدن الفلسطينية.