مأساة مستمرة.. فقدان 30 مهاجرا على الأقل قبالة سواحل إيطاليا بعد غرق قاربين

سحب قارب بواسطة سفينة بعد غرق مهاجرين عند انقلابه (رويترز)

فقد أكثر من 30 شخصا إثر غرق قاربين ينقلان مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا وفق شهادات أدلى بها ناجون، وفق المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الأحد.

وأعلنت المنظمة الدولية أن الناجين من المركبين تحدثوا عن فقدان أثر 28 شخصا كانوا على متن قارب، وأبلغوا عن فقدان 3 آخرين من القارب الثاني، بعد غرقهما قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا في ظل أحوال جويّة عاصفة، أمس السبت.

ويُعتقد أن القاربين كانا متهالكين من الحديد أبحرا من صفاقس التونسية، الخميس الماضي، وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية إنه يعتقد بوجود “30 مفقودًا على الأقل” استنادًا إلى شهادات أدلى بها الناجون.

وفُتح تحقيق في غرق القاربين في مدينة بجزيرة صقلية، وقال قائد الشرطة إن “المهرّبين كانوا على علم بلا شكّ بأن الأمواج ستكون عاتية”، وأضاف “أيًا يكن من سمح لهم أو أرغمهم على المغادرة في ظل أمواج كهذه، هو مجرم معتوه منعدم الضمير”.

وسط الطقس العاصف

ومع استمرار الطقس العاصف، تستعد فرق إنقاذ إيطالية، اليوم، لنقل نحو 20 مهاجرًا إلى برّ الأمان بعدما علقوا على تكتلات صخرية في سواحل لامبيدوزا، منذ وقت متأخر الجمعة، بعدما قذفت الرياح قاربهم في اتجاه الصخور.

وقال الصليب الأحمر إنه وفّر للمهاجرين الغذاء والمياه والملابس والبطانيات الحرارية المخصصة لحالات الطوارئ، إلا أن خفر السواحل ما زالوا غير قادرين على إنقاذهم بحرا بسبب ارتفاع الموج.

وأفادت تقارير صحفية محلية أن فرق الإنقاذ قد تلجأ إلى محاولة سحبهم باستخدام الحبال إلى أعلى الجرف الصخري البالغ ارتفاعه 140 مترًا في حال عدم تراجع قوة الرياح والأمواج.

عشرات من المهاجرين غير النظاميين على قارب وسط البحر (أرشيف)

مأساة مستمرة

وتضاف هذه المأساة إلى سلسلة حوادث شهدها البحر المتوسط على مدى الأعوام الماضية، وجعلت من وسطه الذي يربط سواحل شمال إفريقيا بإيطاليا أخطر مسار للهجرة في العالم.

وبحسب منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، غرق أكثر من 20 ألف مهاجر أو فقدوا في المنطقة منذ عام 2014 أثناء محاولتهم الوصول إلى أوربا بشكل غير قانوني.

وأكد المتحدث باسم المنظمة أن أكثر من 1800 شخص لقوا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور وسط المتوسط، وهو رقم يناهز تقريبا ضعف عدد العام الماضي، مشيرا إلى أن العدد قد يكون أكبر بكثير.

سفينة تديرها مجموعة من المناهضين للهجرة في غرب الأبيض المتوسط (رويترز أرشيف)

وقال إنه يتم العثور على العديد من الجثث في عرض البحر، ما يؤشر إلى حصول العديد من عمليات الغرق التي لا يعلم بوقوعها، مشيرا إلى أن عدد الجثث يرتفع على وجه الخصوص في ما يعرف بـ”المسار التونسي” الذي يزداد خطره بسبب أنواع القوارب التي يستخدمها المهرّبون.

وأكد أن هؤلاء باتوا يضعون المهاجرين الآتين من دول جنوب الصحراء الإفريقية “على متن قوارب حديد كلفتها أقل من تلك الخشبية، لكنها غير صالحة للإبحار وقابلة للتفكك بسهولة والغرق”.

ويعاني المهاجرون غالبًا من قيام المهرّبين بسرقة محركات الزوارق في عرض البحر لإعادة استخدامها في عمليات أخرى.

المصدر: الفرنسية

إعلان