مستشفى في شمالي السودان مهدد بالانهيار بسبب حركة النزوح ونقص الكوادر والأدوية (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر الأوضاع الصحية المتردية في السودان جرّاء الاقتتال الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان الماضي، وتسبب في نتائج كارثية للقطاع الصحي المنهار أصلًا.
وكشفت جولة للجزيرة مباشر في مستشفى بمنطقة (المحس) التابعة لمحلية حلفا في أقصى شمالي السودان، الأوضاع الصحية المتردية في المستشفى التي ازدادت صعوبة، خاصة بعد حركة النزوح الكبيرة من العاصمة.
وكشف مسؤولون في المستشفى الصغير، الذي كان يخدم عددًا محدودًا من السكان في المنطقة، الصعوبات الكبيرة التي تواجه الطاقم المُشغل بعد النزوح الكبير من العاصمة صوب المناطق الآمنة في البلاد.
أُسّس المستشفى عام 1991 بجهد شعبي في منطقة (المحس) التي تقع أقصى شمالي السودان، ويعاني صعوبات كبيرة تتمثل في نقص الطاقم الطبي والمعدات حتى قبل اندلاع الحرب، وزاد النزوح الكبير من الضغط الشديد على الخدمات على قلّتها.
ويعاني المستشفى نقص المعدات والمعينات الطبية وقلة الطاقم الطبي وعدم وجود الكوادر الطبية المؤهَّلة، إضافة إلى حركة النزوح الكبيرة بعد الحرب التي زادت عدد السكان إلى 3 أضعاف في منطقة تعاني أصلًا نقص الخدمات.
وبالإضافة إلى ضعف الخدمات المقدَّمة للمرضى من السكان المحليين من أمراض موجودة أصلًا، يعاني المستشفى أيضًا نقص أمصال العقارب التي تنتشر في المنطقة.
ومع ضَعف الإمكانات بالمستشفى الذي يحوي عددًا قليلًا من الأسرّة للمرضى، تنعدم كذلك الأدوية التي يحتاج إليها المرضى وخاصة الأمراض المتعلقة بالإصابات والطوارئ والجراحة التي تحدث بسبب حوادث الطرق.
ومنذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في منتصف أبريل، خرجت مستشفيات سودانية كبرى من الخدمة تمامًا بسبب الاشتباكات والقصف المتبادل بين الطرفين المتحاربين.
وأعلنت نقابة أطباء السودان أن نحو 69% من المستشفيات في مناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة، كما توقّف 60 مستشفى من أصل 86 مستشفى أساسيًّا في العاصمة والولايات.
كما أن المستشفيات التي تعمل بشكل كامل أو جزئي وبعضها يقدّم خدمة إسعافات أولية فقط، مهددة بالإغلاق أيضًا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.
ومنذ 15 أبريل الماضي، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، راح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.