وزير الاقتصاد اللبناني يتسبب في توتر دبلوماسي مع الكويت بـ”شخطة قلم” (فيديو)

يعيش لبنان والكويت توترًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا، بدأ بتصريحات إعلامية لوزير الاقتصاد بحكومة تصريف الأعمال أمين سلام في ذكرى انفجار مرفأ بيروت.
وناشد الوزير الكويت المساعدة في “إعادة بناء إهراءات القمح” المدمرة بالمرفأ، مضيفًا أن طلبه جاء باسم الشعب اللبناني.
وقال سلام إنه يعلم “بوجود أموال مخصَّصة في صندوق التنمية الكويتي، وبشخطة قلم يمكن أخذ قرار لبناء إهراءات بيروت وطرابلس”.
ورأى وزير الاقتصاد في مقابلة تلفزيونية أن “عدم إتمام الكويت للمبادرة التي أطلقها الأمير السابق، فإن الأمن الغذائي للبنان سيتضرر بشكل كبير”.
وقال أمين سلام إنه راسل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، عبر وزارة الخارجية اللبنانية منذ 3 أسابيع، وطالب باسم الشعب لا الدولة، إعادة بناء إهراءات لبنان.
وأضاف “هذا خبز الناس، ولا يجوز ترك بلد عربي دون مخزون استراتيجي، وكلنا أمل ورجاء أن يأتينا جواب من دولة الكويت، لأن الأموال موجودة ويمكن أخذ قرار ببناء الإهراءات بشخطة قلم”.
ونشرت وزارة الخارجية الكويتية بيانًا استنكرت فيه تصريح أمين سلام، وقالت إنه “يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية”. وأضاف البيان أن “التصريح يعكس فهمًا قاصرًا لطبيعة اتخاذ القرارات في الكويت، المبنية على الأسس الدستورية والمؤسسية”.
بيان| معالي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، #وزير_الخارجية بشأن تصريح وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني حول صوامع الغلال بمرفأ بيروت.
البيان كاملاً: https://t.co/956xMTImD0 pic.twitter.com/HTRrkAiDEX
— وزارة الخارجية (@MOFAKuwait) August 5, 2023
وحث وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، وزير الاقتصاد اللبناني على سحب التصريحات حرصًا على العلاقة بين البلدين. وعقد أمين سلام بعدها مؤتمرًا صحفيًّا قال فيه إنه قصد باستخدام كلمة “شخطة قلم” أن الموضوع “قابل للتنفيذ بسرعة”، وأن المفردة لبنانية عامية.
وذهب سلام إلى أنه “لم يكن يقصد الاستخفاف أو القطع على المسار الدستوري والطبيعي في التعامل بين دولتين شقيقتين”، متمنيًا من البرلمان الكويتي قبول التوضيح.
ودخل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على الخط، مؤكدًا “عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين”، كما أكد أن “دولة الكويت لم تتوان عن مد يد العون إلى إخوانها في لبنان على مر العقود”.
وأثارت الواقعة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب السيناريست والكاتب اللبناني لوسيان بورجيلي “أمين سلام عم يشحد باسم الشعب. يا حضرة الوزير، طالما أنا من هالشعب يلي عم تحكي باسمه: بدعيك للاستقالة واعتزال الشأن العام، لأن ما يشرفني ولا بشرف كتار تكون حضرتك وزير بهالدولة. الشحادة مش هي الحل، ولا هيدا عمل الحكومات بالدول يلي بتحترم نفسها”.
وكتبت الناشطة عالية منصور “أمين سلام مصدق إنه عنده علاقات، ومفكر القرابة مع وزير الخارجية الكويتي تسمح له بهذا التعاطي غير اللبق وغير الدبلوماسي وغير المحترم”.
واستدركت “لكن أيضًا ملفت طرح السؤال من قبل الصحافي، وكأن واجب دول الخليج دعم الحكومة اللبنانية ماليًّا، هي نفسها الحكومة التي ترفض القيام بأي إصلاحات”.
امين فوتوشوب سلام مصدق انه عنده علاقات، ومفكر القرابة مع وزير الخارجية الكويتي تسمح له بهذا التعاطي غير اللبق وغير الديبلوماسي وغير المحترم، ولكن ايضا ملفت طرح السؤال من قبل الصحافي، وكأن واجب دول الخليج دعم الحكومة اللبنانية ماليا، هي نفسها الحكومة التي ترفض القيام باي اصلاحات https://t.co/ZO9ZjZ4iMR
— Alia Mansour عالية منصور (@aliamansour) August 5, 2023
وطالب عاهد ماضي بوقف “التسول” باسم الشعب والذل والقهر والفساد والسرقة والاستغلال.
وكتب الإعلامي الكويتي فهد الرفاعي “قد يكون خانه التعبير (جلّ مَن لا يُخطئ)”، مضيفًا “وجب علينا كشعوب عربية ومسلمة الوقوف بجانب هذا الشعب الطيب، والتغافل عن أخطاء الأفراد إن وُجدت”.
قد يكون خانه التعبير
(جلّ مَن لا يُخطئ)
أعتذر وصحح اليوم وزير الاقتصاد اللبناني #أمين_سلام ما صرح عنه في الامس : أتمنى من الكويتيين و مجلس الأمة قبول توضيحي عن #شخطة_قلم
يقول العبارة تُستخدم باللهجة العامية للدلالة على أنّ الأمر قابل للتنفيذ بسرعة ،ولم يكن القصد تجاوز الأصول… pic.twitter.com/7cTjpVtUiT
— ﮼فَهدٰ ﮼الرِفٰاعِيٰ (@drrfahad1) August 5, 2023
ورأى المدون ساير بن ساير أن رد ووزير الخارجية الكويتي “مفحم. المشكلة أن أغلب الدول العربية تنظر إلى دول الخليج وفق منظور الوزير اللبناني: عندهم فلوس كتير. خليهم يدفعوا!”.
وقال الدكتور نصر الدين الحاج “حكومةُ تصريف الأعمال في لبنان مُلزَمةٌ بضمان استمرارية السلطة التنفيذية إلى حين تشكيل حكومة عتيدة بعد انتخاب رئيس للجمهورية”.
واستطرد “لكنّ عدمَ كفاءة وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام وجهلَه بقواعد العلاقات الدبلوماسية يبرِّران تخليه فورًا عن حقيبته الوزارية لإسنادها إلى وزيرٍ آخرَ بالوكالة”.
حكومةُ تصريف الأعمال في لبنان مُلزَمةٌ بضمان استمرارية السلطة التنفيذية إلى حين تشكيل حكومة عتيدة بعد انتخاب رئيس للجمهورية، لكن عدمَ كفاءة وزيرالاقتصاد والتجارة أمين سلام وجهلَه بقواعد العلاقات الدبلوماسية يبرِّران تخليه فورًا عن حقيبته الوزارية لإسنادها إلى وزيرٍ آخرَ بالوكالة.
— Nasreddine EL HAGE نصرالدين الحاج (@ElHageDroit) August 5, 2023