السودان.. إدانات بعد مقتل مدنيين ومصر تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والسيول تغمر مئات المنازل

أثار سقوط قتلى مدنيين في القتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان الأيام الماضية -وسط استمرار المعارك المندلعة منذ نحو 4 أشهر- إدانات من قبل منظمات مجتمع مدني محلية.
كما تسببت السيول في تضرر أكثر من 400 منزل بالولاية الشمالية في السودان، على ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية (سونا).
من ناحية أخرى دعت مصر طرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق نار “فوري”، وأشار وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى وجود ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد.
السيول تغمر مئات المنازل
يأتي ذلك في وقت تسببت فيه سيول في تضرر أكثر من 400 منزل بالولاية الشمالية في السودان، وسط استمرار المعارك وتفاقم الأوضاع المعيشية للسكان في المناطق التي يستعر فيها القتال.
وتسببت السيول في تضرر أكثر من 400 منزل بالولاية الشمالية، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية. وقالت الوكالة إن التقارير الأولية رصدت “تضرر 300 منزل كليا وجزئيا بمحلية مروي، و58 منزلا بمحلية القولد و56 منزلا بمحلية الدبة و50 منزلا بمحلية دنقلا”.
وقالت الوكالة الرسمية، في تقرير ليلة الاثنين “تعرضت أجزاء واسعة من محليات دنقلا ومروي والدبة والقولد والبرقيق وحلفا خلال اليومين الماضيين إلى أمطار وسيول أدت إلى حدوث بعض الأضرار والخسائر في المنازل السكنية والمزارع”.
وحلت هذه المأساة بالسودانيين بعد قرابة 4 أشهر من الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، التي اندلعت في 15 إبريل/ نيسان وتركزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور بغرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.
وأسفرت هذه الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، كما أجبرت نحو 4 ملايين شخص على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد.
وفي البلد الذي كان يعاني من أزمات سياسية واقتصادية مستفحلة قبل اندلاع النزاع الحالي، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.
وسبق أن حذرت منظمات الاغاثة الدولية من أن موسم الأمطار في السودان الذي بدأ في يونيو/ حزيران يمكن أن يتسبب في انتشار أوبئة مثل الحصبة والكوليرا، خصوصا في ظل توقف أنشطة التحصين ضد الأمراض وخروج 80% من المرافق الطبية في البلاد من الخدمة.
“ضبابية العملية السياسية”
ووسط انعدام أفق للحلول السياسية، انطلق في تشاد اليوم الاثنين، اجتماع هو الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة القاهرة لدول جوار السودان التي عُقدت بالعاصمة المصرية في 13 يوليو/ تموز الماضي.
ودعا وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمة له أمام الاجتماع، طرفي النزاع في السودان، إلى وقف إطلاق نار فوري، مشيرا إلى وجود ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد.
وقال شكري في كلمته “أبناء الشعب السوداني يعيشون يوميا تحت دوي المدافع وحجم المعاناة الإنسانية يزداد يوما بعد يوم”. وأعرب عن أمله في القيام بإجراءات فورية من دول الجوار لمساعدة السودان، وأن يعم السلام من جديد ربوعه كافة.
وأشار إلى أن مصر “لم تدخر جهدا بخطوات عملية لتحقيق لمّ الشمل السوداني، وحرصت على تيسير التواصل لبلورة رؤية متكاملة بالبلاد”، وقال “نبحث تصورا محددا لحل الأزمة بالسودان ورفع المعاناة، كما نبحث رؤية تنفيذية لمعالجة مسببات الأزمة في السودان”.
وإلى جانب مصر، شارك في قمة دول جوار السودان، التي انعقدت في القاهرة الشهر الماضي، رؤساء دول وحكومات 6 دول هي جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان، إضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وكان من المقرر أن يعقد أول اجتماع وزاري لقمة دول جوار السودان، في العاصمة التشادية ندجامينا، أمس الأحد، بحسب ما أعلنت الخارجية المصرية في بيان السبت، لكنه انعقد اليوم الاثنين.
ويبحث الاجتماع وضع مقترحات عملية تمكن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرك الفعال للتوصل إلى حلول تضع نهاية للأزمة الحالية المتفاقمة في البلاد.