“أعنف اشتباكات”.. مقتل 18 سودانيا على الأقل وإصابة العشرات خلال معارك بين الجيش والدعم السريع بأم درمان

سقوط قتلى من المدنيين في الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع (الفرنسية-أرشيفية)

لقي أكثر من 18 مدنيا، حتفهم خلال قتال عنيف في مدينة أم درمان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما أصيب العشرات بجروح وُصفت بعضها بالخطيرة.

ونقل مراسل الجزيرة مباشر، عن مصادر طبية مستقلة، سقوط 18 قتيلاً وسط المدنيين وإصابة أكثر من 70 آخرين جراء معارك جرت أمس الثلاثاء بين الجيش والدعم السريع في مدينة أم درمان غربي الخرطوم.

نظام صحي منهار

ويتركز القتال بين الطرفين المتحاربين في الخرطوم والمدن المجاورة لها، وكذلك في إقليم دارفور غربي البلاد، وكثيرا ما يتقاتل الطرفان بالقرب من المناطق السكنية.

ويفتقر المستشفى القريب من منطقة الاشتباكات التي جرت في أم درمان (مستشفى النوّ) وهو مستشفى صغير ويدار من قبل أطباء وناشطين متطوعين- للإمدادات الطبية الضرورية مثل الدم والأدوية وخدمات الإسعاف.

وذكرت الأمم المتحدة أن المنشآت الصحية تعرضت لـ53 هجوما على الأقل في السودان منذ بدء الصراع، في وقت تتنامى فيه المخاوف من انهيار كامل في النظام الصحي بسبب نقص الإمدادات.

أعنف اشتباكات

واندلعت في مدينة أم ردمان، أمس الثلاثاء اشتباكات هي الأعنف منذ بدء القتال في السودان في 15 أبريل/نيسان الماضي، أجبرت سكان من المنطقة على ترك بيوتهم والفرار شمالا.

وأُجبر سودانيون في مناطق بمدينة أم درمان على مغادرة منازلهم، بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأفاد أحد سكان (أبو روف) بوسط أم درمان لوكالة فرانس برس بوقوع اشتباكات وصفها بأنها “الأعنف” للسيطرة على المنطقة.

وكثّف الجيش السوداني، أمس الثلاثاء جهوده لتحقيق مكاسب في العاصمة الخرطوم في عدد من أعنف المعارك منذ بدء الصراع مع قوات الدعم السريع.

ونقلت رويترز عن سكان قولهم إن الجيش نفذ ضربات جوية وقصفا بالمدفعية الثقيلة في محاولة للاستيلاء على جسر عبر نهر النيل تستخدمه قوات الدعم السريع في نقل تعزيزات وأسلحة من أم درمان إلى مدينتي بحري والخرطوم “والمدن الثلاث تشكل معا العاصمة الأوسع للسودان”.

وجاء الرد قويا من قوات الدعم السريع مما أدى إلى احتدام الاشتباكات في الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين وحالات نزوح.
وكانت قوات الدعم السريع تحتل جزءا كبيرا من العاصمة عند اندلاع القتال في منتصف أبريل/نيسان.

“الوضع مرعب”

قال أحد سكان العاصمة، ويدعى نادر عبد الله (52 عاما) لرويترز عبر الهاتف “الوضع مرعب في أم درمان، إطلاق رصاص وأصوات مدفعية وقصف بالطيران. الضرب من كل الاتجاهات”.

وأشار إلى أن “الجيش يقصف بالمدفعية والطيران باتجاه جسر شمبات (الذي يربط بين أم درمان وبحري شمال الخرطوم) لوقف الإمداد عن قوات الدعم السريع”.

وأفادت لجان مقاومة أبو روف بأن المنطقة شهدت “إخلاء عاما لكل المنازل بأمر من القوات المسلحة من ناحية والدعم السريع من ناحية أخرى وإعلانها منطقة عمليات” ودعت “جميع سكان الأحياء المجاورة إلى مساندة أهالي أبو روف”.

وتحدث آخرون عن تواصل “القصف المدفعي والصاروخي” على مناطق وسط مدينة أم درمان وشمال الخرطوم وجنوبها، في حين أكد مواطنون من (حي الشهداء) وسط أم درمان “سقوط قذائف على المنازل”.

وأعلن الجانبان إحراز تقدم عسكري في الأيام القليلة الماضية، لكن لا توجد مؤشرات على حدوث انفراجة حاسمة، في حين توقفت جهود تقودها السعودية والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأواخر الشهر الماضي أفاد محامو الطوارئ، وهي مجموعة تشكلت خلال احتجاجات ديسمبر عام 2018، ضد الرئيس السابق عمر البشير، بأنه تم اخلاء مناطق عديدة بالخرطوم وخصوصا في الجنوب والوسط، واستخدام منازل المواطنين “كثكنات عسكرية”.

“كلها تدمرت”

ومنذ 15 أبريل/نيسان، يستمر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.

وأسفرت الحرب عن مقتل نحو 3900 شخص على الأقل، كما أجبرت نحو 4 ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم يطالها القتال أو إلى خارج البلاد.

قال محمد أوشر (37 عاما) الذي يعيش في جنوب الخرطوم “لا ديل لا ديل (لا هؤلاء ولا هؤلاء) قادرين على موضوع الحسم واللي بيقولوه في الميديا (في وسائل الإعلام) مختلف على أرض الواقع”.

وأضاف “هي الخرطوم فضل ليهم فيها شنو عشان يحسموه أصلا؟ المؤسسات تدمرت، الجامعات والأسواق كلها تدمرت”.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان