وسط الأمطار الغزيرة وانعدام الخدمات.. نازحو الخرطوم يعانون ظروفا صعبة (فيديو)

رصدت جولة لكاميرا الجزيرة مباشر في معسكر (حي السنيط) بمدينة ود مدني في ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم، أوضاعًا إنسانية صعبة يعيشها النازحون في المعسكر الذي يؤوي نازحين من الخرطوم.

وقال المشرف على المعسكر، إن المعسكر الذي أقيم في مدرسة، يضم 41 أسرة من النازحين من الخرطوم، وُيقدَّر عددهم بنحو 225 شخصًا.

وأكد المشرف على المعسكر أنه يفتقد إلى الكثير من الخدمات الأساسية، التي يتطلبها وجود الأسر والأطفال، في مدرسة بالولاية التي تبعد عن الخرطوم بنحو 190 كيلومترًا.

ويقوم المعسكر على خدمات تُقدَّم بصفة رئيسية بالجهد الشعبي ومن قِبل متطوعين، كما يقدّم ديوان الزكاة وبعض المنظمات الخيرية مساعدات في توفير الأغذية لنازحي المعسكر.

وشكت نازحة من الظروف الصعبة التي اضطروا بسببها إلى الخروج من مناطقهم، بسبب خطورة الوضع واقتتال الطرفين، وقالت إنهم هنا أيضًا يواجهون ظروفًا شديدة الصعوبة بسبب انعدام مقومات الحياة في المعسكر.

وأشارت إلى أن المدرسة التي أقيم فيها المعسكر تفتقر إلى الحمامات، كما أن فصولها متهالكة، مما أدى إلى دخول مياه الأمطار إلى مكان سكنهم، كما أن انتشار البعوض والحشرات يتسبب في الكثير من الأمراض المصاحبة.

وقالت إحدى النازحات، وكانت تطبخ طعامًا على موقد بدائي أمامها، إنهم يحتاجون إلى العديد من الخدمات التي تُعَد ضرورية، فلا توجد أسرّة أو مراتب ينامون عليها مع وجود أطفال وكبار سن وسط النازحين.

وشكرت الجهود التي تقوم بها لجان المقاومة، وقالت إنهم يسهمون بجهد كبير في تقديم الخدمات لهم، لكنها شكت من عدم وجود الخدمات الصحية، إضافة إلى تهالك الفصول المدرسية التي يقيمون بها وخاصة في فصل الأمطار حاليًّا.

بين “النزوح واللجوء”

ومنذ 15 إبريل/نيسان، يتواصل النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها، وفي إقليم دارفور غربي البلاد وبعض المناطق الجنوبية.

وأسفرت الحرب المستمرة عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين، كما أجبرت نحو 4 ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم تشهد أعمال العنف، أو إلى خارج البلاد.

ويعاني السودان أزمات سياسية واقتصادية مستفحلة، حتى قبل اندلاع النزاع الحالي، في وقت يستمر العاملون بالمجال الإنساني في المطالبة -من دون جدوى- بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إن السلطات تمنع وصول المساعدات، ولا تُصدر تأشيرات دخول لطواقم الإغاثة.

وفي السياق، قالت منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 60 ألف سوداني لجأوا إلى الدول المجاورة خلال الأسبوع الماضي، على خلفية الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

جاء ذلك في التقرير الـ17 للمنظمة عن تحديث الحالة الإنسانية بالسودان، الذي تصدره المنظمة بشكل أسبوعي منذ بداية الحرب في 15 إبريل الماضي.

وذكرت المنظمة أن عدد النازحين حديثًا داخليًّا في جميع أنحاء السودان بلغ 3 ملايين و282 ألفًا و303 أشخاص، بينما عبر الحدود إلى دول الجوار ما يقارب 986 ألفًا و451 شخصًا.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان