صحفيون عرب يرصدون أسباب الانقلاب العسكري في الغابون (فيديو)
لا يعد الانقلاب الذي حدث مؤخرًا في الغابون الذي أطاح بالرئيس الحالي علي بونغو من السلطة استثناء، ولكنه امتداد لسلسلة متواصلة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها منطقة غرب إفريقيا على مدار العقد الماضي.
وترى الصحفية اللبنانية غدير حمادي، أن الانقلابات العسكرية ليست غريبة على القارة الإفريقية، مشيرة إلى أن أغلبها يتسم بالدموية، ويروح ضحيتها الكثير من الأبرياء.
ويعد الانقلاب في الغابون هو الثامن في إفريقيا منذ عام 2020، إذ شهد الانقلاب السابق استيلاء الجيش على السلطة في النيجر في تموز/يوليو الماضي.
من جانبه يرى الصحفي التونسي وصفي بصيلة، أن ما حدث في الغابون ليس معزولًا عن ما يجري في القارة الإفريقية، لا سيما في ظل وجود استراتيجيات جديدة لتغيير سياسات الدول.
أما الدكتور خالد العزي، أستاذ السياسات الخارجية فأشار إلى أن ما يحدث في إفريقيا إنما هو نتيجة لتهاون شعوب تلك الدول التي تعيش حالة من “سيطرة الدكتاتوريات وتوارث الحكم”.
وشهدت 5 بلدان إفريقية أخرى هي مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو والنيجر انقلابات عسكرية في السنوات الثلاث الماضية، فيما قاوم قادتها الجدد المطالب بوضع جدول زمني قصير الأمد للعودة إلى ثكناتهم.
من جانبه يرى الصحفي اللبناني عبد الله ملاعب، أن اكتشاف الانقلابيين لكميات كبيرة من الأموال في حوزة الرئيس بونغو، زاد من اعتقاد الشعب الغابوني بفساد العائلة الحاكمة.
وقال الصحفي اللبناني بجريدة النهار محمود الفقي، إنه لا يمكن النظر إلى الغابون على أنها دولة عادية في القارة الإفريقية، نظرًا لامتلاكها ثروة طبيعية هائلة، وأضاف أن العائلة الحاكمة كانت تعمل لصالح الدول الغربية وليس لصالح الشعب.
وأصبحت الغابون في عام 2022 أهمّ وجهة للصادرات الفرنسية بين الدول الستّ الأعضاء في المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (CEMAC) التي تضم أيضًا الكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية.
"بوتين يطرد فرنسا من إفريقيا ، دولة تلو الأخرى".. هكذا تفاعلت نخب سياسية فرنسية مع انقلاب الغابون#الجزيرة_مباشر | #الغابون pic.twitter.com/Vzt3MwUCi2
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 31, 2023
المحامي والمحلل السياسي اللبناني أمين بشير، ذكر أن ما يحدث اليوم في الغابون هو نتيجة لصراع سياسي داخلي وخارجي، مرده إلى السياسة الفاشلة التي امتدت لعقود من قبل فرنسا، مما دفع الولايات المتحدة للتدخل بنهاية المطاف.
في حين أشار الصحفي اللبناني جاد فياض إلى أن ما يحدث اليوم هو عبارة عن سلسلة من الأحداث التي تعكس عدم الاستقرار السياسي في القارة الإفريقية.
وانتُخب بونغو عام 2009 عقب وفاة والده، ثم أعيد انتخابه عام 2016 في ظروف خلافية قبل أن يتعرّض إلى ذبحة صدرية عام 2018 أضعفت سلطته.
وأعلن قادة الانقلاب يوم الأربعاء الماضي، أن بونغو وضع قيد الإقامة الجبرية و”أحيل على التقاعد”، لكن خلال تلك الساعات الأولى تمكّن بونغو من نشر تسجيل مصوّر ناشد فيه “جميع الأصدقاء حول العالم، لـ”رفع أصواتهم من أجله”.