لماذا لا يبكي ضحايا الزلزال عند خروجهم من تحت الأنقاض؟ طبيب نفسي يجيب

تأتي مقاطع الفيديو التي تنقل تفاعل الأطفال مُفجعة، سواء الذين فقدوا ذويهم أو الذين عايشوا الكارثة

قرية "مولاي إبراهيم" المتضررة من زلزال الحوز في المغرب (غيتي)

وجوه جامدة وأعين جاحظة لا تذرف الدموع، هكذا يخرج ضحايا زلزال المغرب من تحت الأنقاض وبخاصة الأطفال، أو من فقدوا ذويهم وشاهدوا منازلهم تحولت إلى ركام، هي “حالة الذهول أمام الصدمة”، يقول الطبيب النفسي الدكتور محمد سعيد الكرعاني.

وقال الطبيب لموقع الجزيرة مباشر، إن النتائج النفسية بعد هذه الكوارث متفاوتة بين الأفراد بعد مرحلة الخوف العامة التي يعيشها الجميع أمام الحدث المفاجئ والجلل.

وأضاف المتحدث أن هناك من يتكيف بسرعة مع الواقع وإيجاد الحلول العملية لتدبير الأزمة، بينما تظهر عند فئة أخرى أعراض الخوف والقلق التي تؤثر في حياتها اليومية.

الأعراض

وقسَّم الكرعاني الأعراض إلى نفسية وجسدية وسلوكية، ومنها اضطرابات النوم والشهية والعصبية الزائدة والشعور بالترقب المستمر لخطر وشيك، أما الأعراض الجسدية فقد تكون كثرة التعرق وصداع الرأس والشعور برغبة مستمرة في الدخول إلى المرحاض.

ونصح الطبيب النفسي بزيارة متخصص عند ظهور هذه الأعراض التي قد تحتاج إلى أدوية حتى يعودوا إلى طبيعتهم بعد أيام وأسابيع، لكن هناك حالات -قد تكون أقل من حيث العدد- ربما يستمر معها الأمر لأشهر، وهنا يبدأ الحديث عن تشخيص نفسي، وهو اضطراب ما بعد الصدمة، ويحتاج إلى علاج منتظم مبكر.

الدمار الذي خلّفه زلزال الحوز في المغرب (غيتي)

وأوصى الكرعاني في حديث للجزيرة مباشر بالحرص على التزام الهدوء قدر الإمكان، إذ تحدث أغلب النتائج السلبية بسبب الهلع أكثر من الحدث نفسه، ودعا إلى توفير أجواء تضامنية بين الأسرة والعائلة والجيران، التي تُعَد أفضل دعم للضحايا ومن عايشوا الكارثة.

الأطفال.. وضع خاص

تأتي مقاطع الفيديو التي تنقل تفاعل الأطفال مُفجعة، سواء الذين فقدوا ذويهم أو الذين عايشوا الكارثة، وقد قضى عدد من مواطني مدينة مراكش ليلة أمس السبت في الشارع لليوم الثاني على التوالي بطلب من صغارهم المرعوبين.

وقال الدكتور الكرعاني “يحتاج الأطفال في مثل هذه الظروف إلى الشعور بالأمان وإدراك معنى للأحداث التي تقع عبر التفاعل الإيجابي مع أسئلتهم وتقديم إجابات وشروح بسيطة دون الخوض في تفاصيل تُعمّق خوفهم قد يخفف عنهم، بالإضافة إلى تقديم الرعاية مثل الأكل والنوم”.

ونصح الطبيب بالتفسير للأطفال أن الزلزال يدخل في حركة الأرض لأنها كوكب حي يحتاج إلى الحركة، دون الدخول في تفاصيل قد تشعره بالقلق، مشددًا على أن الشعور بالعبثية من بين الأمور التي ترعب الأطفال.

أما عن الأطفال الذين فقدوا ذويهم، فقال الدكتور إن الإسراع بتقديم الدعم لهم والتضامن من الأمور التي تخفف عنهم، والإسراع أيضًا بالعودة بهم إلى الحياة الروتينية اليومية.

متضررون من زلزال المغرب ينامون في الشارع خوفًا من الهزات الارتدادية (رويترز)

وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب بعدما ضرب زلزال قوي منطقة جبال الأطلس الكبير في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل 2012 شخصًا على الأقل وتدمير عدد من المباني، ودفع سكان المدن الكبرى إلى الفرار من منازلهم مذعورين.

وذكرت وزارة الداخلية أن هذا العدد يُمثل حصيلة أولية للقتلى، وأن عدد المصابين ارتفع إلى 2059 مصابًا بينهم 1404 في حالة حرجة.

وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ومقره الرباط، أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، وأن مركزه يقع في إقليم الحوز. بينما رصد مرصد الزلازل الأورومتوسطي، الأحد، هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر على بُعد 77 كيلومترًا جنوب غرب مراكش.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان