هذا تفسير وقوع زلزال المغرب رغم بُعد المنطقة عن الصفائح التكتونية (فيديو)

قدَّم ناصر جبور، رئيس المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب، تفسيره لحدوث الزلزال في المملكة، رغم بُعد المنطقة التي ضُربت عن الصفائح التكتونية.

وقال في حوار مع (المسائية) على الجزيرة مباشر، السبت، إن المنطقة التي ضربها الزلزال بعيدة نسبيًّا عن خط التماس للصفائح التكتونية الإفريقية والأورو-آسيوية، وتُعَد مناطق داخلية.

وأوضح أن “المنطقة تشهد من حين لآخر زلازل، مما يشير إلى أن الاجهاد التكتوني لا يقف عن حدود الصفيحة، بل يمتد الى الداخل، ويُحدث زلازل”.

والصفائح التكتونية هي الطبقة الخارجية من سطح الأرض المسماة الغلاف الصخري المكون من القشرة وطبقة الوشاح الصلب، ويتراوح سمك الطبقة الخارجية بين 50 و100 كيلومتر، وتُشكل حركتها معالم سطح الأرض المختلفة.

وأشار جبور إلى أنهم في المعهد يلاحظون بين حين وآخر هزات خفيفة تضرب المنطقة، تتراوح قوتها من 4 إلى 5 درجات بمعدل كل سنة أو سنتين.

وقال إن الهزة التي ضربت البلاد بقوة 7 على مقياس ريختر كانت مفاجأة لمن درسوا هذه المناطق زلزاليًّا وللجيولوجيين.

عشرات المصابين جراء الزلزال يتكدسون في مستشفى محمد السادس بـ #مراكش للحصول على الرعاية الصحية#زلزال_المغرب #المغرب pic.twitter.com/BCMEPhSrA6

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 9, 2023

التفسير الآخر الذي قدّمه جبور، هو أن الهزة الأرضية جاءت “متأخرة نسبيًّا”، وأنها من المفترض أن تقع منذ سنوات، لكنّ تأخر وقوعها أدى إلى تراكم  ضغط تكتوني مما تسبب في انزلاق أكثر من فالق (صدع) في هذه الحالة، موضحًا أن “الفالق الرئيسي جر معه فوالق ثانوية”.

تراجع النشاط الزلزالي

وعن الأوضاع بعد نحو يوم من الزلزال، أشار جبور إلى أن الهزات الارتدادية أصبحت متباعدة زمنيًّا، وهذا يدل على تراجع النشاط الزلزالي بالمنطقة.

وبيَّن أن مركز الزلزال يبعد 100 كيلومتر من المحيط، لذلك استبعد حدوث تسونامي، لافتًا إلى أن وقوع الزلزال في مناطق جبلية قلل من الخسائر.

وأوضح أن السلطات تمكنت من فتح جميع الطرق الجبلية التي تسبب الزلزال في قطعها.

وارتفعت حصيلة الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب مساء الجمعة إلى 1305 قتلى و1832 جريحًا من بينهم 1220 في حالة حرجة، وفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الداخلية السبت.

وقالت الوزارة إن “عملية الإنقاذ متواصلة منذ ليلة الجمعة”، مشيرة إلى “تجنيد وحدات تدخّل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ”، بينما تشهد المرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة تعبئة شاملة لتقديم العلاجات اللازمة.