هزات ارتدادية قرب مراكش وخبير جيولوجي يتوقع استمرارها مدة سنة بعد زلزال المغرب (فيديو)

توقّع الدكتور أحمد ملاعبة، أستاذ الجيولوجيا والتغيرات المناخية في عمّان، أن تستمر الهزات الارتدادية بعد زلزال المغرب مدة سنة، لكن ليس بالقوة التي يمكن أن تتسبب في دمار.

وأفاد أستاذ الجيولوجيا للجزيرة مباشر، أن الهزات قد تدوم بين 3 و8 أشهر، وستنزل إلى 4 درجات وبعد أسابيع إلى أقل من 3، ويتوقع أن تكون هزات طفيفة يمكن تسجيلها عبر المراصد دون أن يشعر بها الإنسان.

وقال المتحدث إن هذه الهزات قد تشعر بها المباني المتهالكة أو المتأثرة جراء الزلزال الرئيسي. وأوضح أن الهزات الارتدادية ظاهرة معتادة في الزلازل الكبيرة التي تتجاوز 6 درجات، وتبقى مدة طويلة لأن الطاقة المخزنة في جوف الأرض تكون كبيرة.

وأشار إلى أن المنطقة تكتونيًّا نشطة وفيها جبال الأطلس، التي تمثل نقطة تصادم بين الصفيحة الإفريقية المتجهة شمالًا والأوراسية المتجهة جنوبًا، وأعطت هذا النطاق الذي يمتد أكثر من 2700 كيلومتر عبر المغرب والجزائر وتونس.

والصفائح التكتونية هي الطبقة الخارجية من سطح الأرض المسماة الغلاف الصخري المكون من القشرة وطبقة الوشاح الصلب، ويتراوح سمك الطبقة الخارجية بين 50 و100 كيلومتر، وتُشكل حركتها معالم سطح الأرض المختلفة.

وصباح اليوم الأحد، وقعت هزة ارتدادية بقوة 4.5 درجات على بعد 77 كيلومترًا جنوب غرب مدينة مراكش (وسط)، وفقًا لمرصد الزلازل الأورومتوسطي. ولم ترد أنباء فورية عن خسائر بشرية ولا أضرار مادية. كما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بوقوع هزة أرضية بقوة 3.9 درجات على عمق 10 كيلومترات بالقرب من مراكش.

وتوقع باحث جيولوجي مغربي أن تكون الهزات الارتدادية المقبلة أقل من 5 درجات على مقياس ريختر، وذلك في أعقاب زلزال مدمر ضرب المغرب مساء الجمعة، وخلَّف آلاف الوفيات والمصابين.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا في جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة (حكومية) توفيق المرابط في حديث للأناضول، الأحد، أنه “منذ أكثر من قرن، لم تقع هزة أرضية بهذه القوة، فالمنطقة معروفة بحركات زلزالية مستمرة، لكن ضعيفة ومتوسطة”.

ورجَّح المرابط “تسجيل هزات أرضية أخرى في المنطقة، لكن ليس بالقوة التي شهدناها أثناء الزلزال الأول”.

وأردف “معروف أنه بعد كل زلزال قوي تأتي الزلازل الارتدادية وتكون أضعف من الأول، وقد تم تسجيلها بحيث وصلت إلى قوة 5 درجات بمقياس ريختر، لكن الارتدادات المقبلة ستكون بإذن الله تعالى أقل قوة”.

ومساء الجمعة، ضرب زلزال بقوة 7 درجات مركزه منطقة الحوز (جنوب غرب) مدنًا عدة، منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، حسب المعهد الوطني للجيوفيزياء.

ووفقًا لأحدث بيانات وزارة الداخلية، أودى الزلزال بحياة 2012 شخصًا، وأصاب 2059 بينهم 1404 إصابات خطيرة، بالإضافة إلى دمار مادي كبير.