ماذا يحدث للخلايا السرطانية الميتة؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى تكرار الإصابة بعد الشفاء؟

تقتل علاجات مرض السرطان الخلايا السرطانية، عن طريق دفعها إلى الاندماج الذاتي والانكماش والموت بصمت، أو بشكل أقل شيوعًا عن طريق انفجار تلك الخلايا وتفتتها.

وعندما تموت الخلايا السرطانية، تصبح أغشيتها ضعيفة، فيقوم جهاز المناعة بابتلاعها وتحويلها إلى مكونات أصغر، مثل السكريات والأحماض النووية.

ولذا يمكن القول إنه خلال هذه العملية، يقوم الجسم بإعادة تدوير خلايا السرطان الميتة إلى مكونات يمكن إعادة استخدامها من قبل الخلايا الأخرى لصالحه.

وفي بعض الأحيان لا ترحل الخلايا السرطانية الميتة بصمت، حيث تشير الدراسات إلى أنها قد تترك بقايا تثير نوعا من الالتهاب يحفز نمو بعض الخلايا الباقية.

وقد تسهم هذه الظاهرة في شرح كيفية عودة بعض الأورام بعد العلاج. وقد تمت ملاحظتها لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، في الفئران التي كانت تعاني بعض الأورام.

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2018 على الفئران أن الإشعاعات والعلاج الكيميائي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق بقايا محفزة للالتهاب، وهي جزيئات تفرزها الخلايا المناعية وتدعم الالتهاب الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى نمو الورم من جديد.

كما وجدت دراسة أخرى أجريت هذا العام، أن أنوية خلايا السرطان الميتة قد تتورم وتنفجر في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى إطلاق بعض الجزيئات في محيطها، وأن تلك الجزيئات المتسربة يمكن أن تسرع من انتشار خلايا السرطان خارج الورم الأصلي.

وتساعد هذه الدراسات على تسليط الضوء على دور موت الخلايا السرطانية في تقدم السرطان وإعادة الانتكاس، ومع ذلك فلا يزال البحث في مراحله الأولى نسبيًّا. ولكن مع المزيد من البحث، قد يتوصل العلماء إلى فهم الآليات البيولوجية الأساسية لمرض السرطان ومن ثم تطوير علاجات أكثر فعالية في المستقبل.

وأوضحت دراسة نشرتها مجلة (نيتشر) خلال العام الجاري، تعرّف الخلايا السرطانية واستجابتها للإشارات التي ترسلها الخلايا الميتة إلى زميلاتها اللاتي مازلن على قيد الحياة. وأشارت الدراسة إلى إمكانية أن يساعد حجب رسائل الخلايا الميتة في منع عودة السرطان بعد العلاج.