خلافا للاعتقاد السائد.. جثث قتلى الكوارث الطبيعية لا تمثل خطرا على الصحة ولكن
تأتي المخاطر الصحية أكثر من الناجين الذين يمكن أن ينشروا الأمراض، كما يختلف الأمر بالطبع بالنسبة للوفيات الناجمة عن أمراض شديدة العدوى
لا تشكل جثث ضحايا الكوارث الطبيعية خطرًا على الصحة في ذاتها، فمعظم العوامل التي يمكن أن تتسبب في الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات لا تبقى على قيد الحياة لمدة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت، وفق ما تؤكد جمعية الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية.
لكن منظمة الصحة تدعو إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وعدم ترك الجثث بالقرب من مصادر مياه الشرب لتفادي تلوثها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsليبيا.. العثور على ناجين تحت الأنقاض وكاميرا مراقبة توثق لحظة دخول السيول إلى منطقة بعيدة عن مركز الكارثة (فيديو)
درنة تبكي قتلاها وتبحث عن المفقودين بعد الفيضانات العارمة والسيول (فيديو)
الناطق باسم الإسعاف الليبي: السيول جرفت بنايات من 8 طوابق ولم نفقد الأمل في العثور على ناجين (فيديو)
ووفق تأكيد المختصين في الاستجابة للطوارئ، تأتي المخاطر الصحية أكثر من الناجين الذين يمكن أن ينشروا الأمراض.
وكما هو الحال في ليبيا التي ضربتها فيضانات مميتة، أو في المغرب الذي أصيب بزلزال عنيف، يمكن أن تتسبب الكوارث الطبيعية في سقوط آلاف الضحايا، وهي عندما تُدفن تحت الأنقاض أو تتناثر فوقها أو تطفو على الماء، فإنها تمثل مشهدًا رهيبًا غالبًا ما يدفع الأهالي إلى الإسراع في دفنها.
وفي وقت سابق، حذّر مسؤول بوزارة الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي من كارثة بيئية شرقي البلاد جراء تحلل الجثث تحت الأنقاض، وما ينجم عنها من مخاطر كبيرة على البيئة بعد انحسار مياه الفيضانات.
وقال مدير مركز البيضاء الطبي عبد الرحيم مازق، في بيان مصور، إن “المنطقة مقبلة على كارثة بيئية نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تحلل الجثث في المياه والمناطق التي لم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إليها”.
إصابات وغرق وحروق
كقاعدة عامة، لا يتسبب رفات ضحايا الكوارث الطبيعية -أو الحروب- بأوبئة، لأن الناس يموتون نتيجة إصابتهم بجروح أو غرقًا أو نتيجة حروق، وبالتالي لا يكونون عادة حاملين لجراثيم من المحتمل أن تسبب الأوبئة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وجمعية الصليب الأحمر، ومن ثم لا تشكل الجثث سوى خطر صحي “ضئيل”.
يختلف الأمر بالطبع بالنسبة للوفيات الناجمة عن أمراض شديدة العدوى مثل الكوليرا أو إيبولا أو فيروس ماربورغ، أو عندما تقع الكارثة في منطقة يتوطن فيها أحد هذه الأمراض.
وأكد رئيس وحدة الطب الشرعي التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر بيار غيومارش أن “الاحتمال الأكبر هو أن الناجين من كارثة طبيعية هم من يمكن أن ينشروا الأمراض أكثر مما يمكن للجثث أن تفعل ذلك”.
حماية مصادر الماء
بعد أي كارثة، يتوجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية مصادر المياه، إذ يمكن أن تتلوث بالبراز الذي يخرج من جثث الموتى.
وهناك خطر الإصابة بالإسهال أو بأمراض أخرى إذا شُربت هذه المياه الملوثة، ويكفي تطهير المياه المعدة للاستهلاك بالوسائل الاعتيادية للقضاء على الجراثيم الخطيرة.
وأوضحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس “الجثث ليست هي السبب الرئيس للخطر، بل كل ما في الماء”، مثل الطين والمواد الكيميائية.
من جانبه، قال بلال صبلوح مستشار الطب الشرعي للجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا إن الخرافات بشأن تسبب الجثث بانتشار الأوبئة “تدفع الناس في كثير من الأحيان إلى دفن الموتى على عجل وتزيد من خطر بقاء أشخاص كثر في عداد المفقودين، مما يزيد معاناة أهاليهم طيلة سنوات”.