صاحبة الصورة الأشهر في زلزال المغرب للجزيرة مباشر: لا أطمع إلا في بيت يؤويني حتى الرحيل (فيديو)

لم ترغب المغربية ثريا ساركة في نيل الشهرة بحادث مأساوي ذهب بمنزلها وسط المدينة القديمة بمراكش خلال زلزال المغرب ليل الجمعة 8 سبتمبر/أيلول.
وقفت ثريا على جدار منزلها الذي قصمه شق غائر من الهزة الأرضية ورفعت رأسها إلى السماء تبكي الفاجعة، التقطتها عدسة مصور محترف من إحدى الوكالات الدولية، فأصبحت رمزًا لزلزال الحوز.
انتشرت صورة المرأة (55 عامًا) على واجهات الصحف العالمية وعبر مواقع التواصل المغربية، لكونها لقطة اختزلت المأساة وخلّدتها، وجعلتها كافية للتعبير ولا تحتاج إلى تعليق.
ثريا قالت لكاميرا الجزيرة مباشر إنها “لا ترغب في هذه الشهرة”، وإنها كانت في تلك اللحظة تبكي على ما أصابها حتى وجدت نفسها حديث العالم.
رأت المرأة النور في المنزل المتواضع وسط المدينة القديمة، وكبُرت فيه حتى أصبح تركة والديها المتوفين لها، تقول ثريا إنها تشتغل في التنظيف وتعود إلى مأواها المتواضع بما جاد به يومها من دراهم.
أما اليوم، فتعيش المرأة والمئات من منكوبي الزلزال في خيام إلى أن تجري إعادة إعمار منازلهم. هدم الزلزال منازل وسط المدينة القديمة في مراكش، لكنه أضر بعدد أكبر منها، حتى أصبحت غير صالحة للسكن.
أخلت السلطات المغربية المنازل الآيلة للسقوط حرصًا على سلامة المواطنين، خصوصًا أن أغلبها لم يخضع للإصلاحات اللازمة حتى تهالكت جدرانه بمرور السنوات.

تقول ثريا بأسى شديد عبّرت عنه بالدموع، إن منزلها لم يتدمر بشكل كامل لكنه تضرر كثيرًا، مضيفة أنها لم تكن لتزاحم من دُمّرت منازلهم لو كان لها مأوى غيره.
فقدت الخمسينية عملها أيضًا بسبب الظروف الصعبة، وقالت إنها لا تريد المال لأنه لن يعوّض منزل والديها، إنما تريد مأوى يحميها من التشرد. وبكت بحرقة وهي تقول “أريد أن أعود إلى منزلي لكني لا أستطيع”.
لا تملك ثريا التي تُشرف على الستين ما يضمن لها حياة كريمة، وتقول للجزيرة مباشر بحزن كبير “أريد الحصول على سكن يؤويني لما تبقى من عمري إلى حين الرحيل إلى دار البقاء”.
ومساء 8 سبتمبر/أيلول الجاري، ضرب زلزال بقوة 7 درجات مدنًا مغربية كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس (شمال) ومراكش وأغادير وتارودانت (وسط).
ووفقًا لأحدث بيانات وزارة الداخلية، أسفر الزلزال عن 2946 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير.
وكان الديوان الملكي المغربي قد أعلن أن 50 ألف مسكن انهار كليًّا أو جزئيًّا إثر الزلزال، لافتًا إلى استعداد الدولة لتقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيًّا.