“أفسد علينا الزلزال الدخول المدرسي”.. أطفال الحوز يحزنون على مدارسهم المهدمة (فيديو)

انصرف تلاميذ قرية “آسني” وسط تخوم جبال الأطلس في المغرب من مدرستهم على صوت الجرس الأخير من يوم الجمعة 8 سبتمبر/أيلول على الساعة 6 مساء، ولم يعلموا أنهم لن يعودوا إليها.

أجبر الزلزال المُعلم عمر مقريشي وتلامذته في القرية التابعة لإقليم الحوز (50 كيلومترًا عن مراكش) على هجر المدرسة مع بداية الموسم الدراسي.

وأصبحت بعض المدارس القروية في الحوز ركامًا، في حين شهد بعضها ضررًا بليغًا عجَّل بإغلاقها من طرف السلطات في وجه التلاميذ خوفًا على سلامتهم، بينما علّقت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الدراسة في القرى الأكثر تضررًا من الزلزال.

مدرسة متضررة من الزلزال في إقليم الحوز (الجزيرة مباشر)

حنين إلى المدرسة

أكد المعلم عمر مقريشي، في حديثه للجزيرة مباشر، أنه لن يتخلى عن سكان المنطقة وتلاميذه، رغم أنه من أهل مدينة زاكورة (الجنوب الشرقي للمغرب) وهو مبتعث للتدريس في القرية.

وعبَّر المتحدث عن روح تضامنية عالية، وهو يقول “نحن هنا عائلة واحدة، أشعر بدفء كبير بين هؤلاء الناس، الالتقاء بالتلاميذ يفرحني، أدعمهم نفسيًّا لتجاوز الأزمة”.

اشتاقت الطفلة ملاك تغوفي -في المستوى السادس الابتدائي- إلى المدرسة، وقالت للجزيرة مباشر “كنا بصدد الدخول المدرسي الجديد ولقاء الأصدقاء، لكن الزلزال أفسد علينا ذلك، ونحن الآن ننام في الخيام”.

وقال الطفل صلاح العيساوي (12 عامًا) إنه يريد متابعة دراسته ولو في الخيمة، وعبَّر عن لهفة للقاء معلميه وزملائه “لا نريد تضييع الوقت”.

معلمون ضحايا

سجَّل المغرب إلى حدود الاثنين الماضي وفاة 7 معلمين (4 رجال و3 نساء) ضمن ضحايا الهزة الأرضية، كما أصيب 39 من المعلمين بإصابات متفاوتة، حسب وزارة التربية الوطنية.

وتسبب زلزال الحوز في إلحاق الضرر بـ530 مؤسسة تعليمية و55 سكن طلابي بدرجات متفاوتة، تتراوح ما بين انهيار أو شقوق بالغة، وتتركز في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.

وقد عبأت الوزارة الفرق التقنية من أجل جرد المؤسسات المتضررة، مع تحديد نوع التدخل اللازم لإعادة بنائها أو تأهيلها، بهدف التسريع بوتيرة عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة.

مدرسة في إحدى قرى الحوز سوّاها زلزال المغرب بالأرض (الجزيرة مباشر)

أنقاض مدارس

وصف المعلم عمر في حديثه لكاميرا الجزيرة مباشر الوضع بـ”الكارثي”، وقال إن جميع الأهالي يضطرون إلى المكوث في الخيام بعد أن دمّر الزلزال المنازل والمدارس أيضًا.

يقول عمر إنه كان في منزله رفقة أبنائه عندما ضرب الزلزال، وأنه تمكن من النجاة، لكن منزله لم يعد صالحًا للسكن. ويحتمي أهل القرية بالخيام من برد الليل القارس الذي تشهده منطقة الأطلس الكبير مع اقتراب فصل الشتاء.

يثق المعلم بمجهودات السلطات المغربية تنفيذًا لتعليمات الملك محمد السادس، من أجل إيواء المتضررين ودعم العائلات المتضررة، مشيدًا بالتضامن الواسع مع القرى المتضررة.

وفي 8 سبتمبر/أيلول الجاري، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر مدنًا مغربية عدة، مما أسفر عن مقتل 2946 شخصًا وإصابة 6125 آخرين، بالإضافة إلى دمار هائل في المناطق التي ضربها.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان