تضارب أرقام ضحايا إعصار ليبيا والمنفي يحث على توحيد الجهود للخروج من الكارثة

فيضانات ليبيا (الفرنسية)

تضاربت أرقام ضحايا فيضانات ليبيا في ظل الانقسام المؤسساتي الذي تعيشه البلاد، وقد أعلنت الأمم المتحدة، السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات مدينة درنة في شرقي ليبيا إلى 11300 قتيل.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بالاستناد إلى أرقام الهلال الأحمر الليبي، أن 10100 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين بالمدينة المنكوبة، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد المفقودين هو 9 آلاف شخص.

وأعلن وزير الصحة في حكومة شرقي ليبيا عثمان عبد الجليل، مساء السبت، تسجيل 3252 قتيلًا، بزيادة 86 قتيلًا عن الحصيلة السابقة قبل 24 ساعة.

وأكد متحدثًا للصحفيين في درنة أن وزارته وحدها مخولة إصدار أعداد القتلى، مشددًا على أن الأرقام المرتفعة التي توردها مصادر أخرى “لا مصداقية لها”.

آثار الدمار الذي خلفته الفيضانات في مدينة درنة شرقي ليبيا (رويترز)

من جهته، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إن الانقسام المؤسساتي في بلاده يعرقل جهود الإنقاذ، مؤكدًا الحاجة إلى مؤسسات موحَّدة تشرف على أزمة الفيضانات التي ضربت شرقي البلاد.

وأضاف “نحتاج إلى تفعيل أسرع واستفادة أكبر من تعاطف واهتمام المجتمع الدولي في كل المسارات والمراحل، وهذا يحتاج إلى خطة وتنسيق بين المجلس الرئاسي ووزارة الخارجية وبين القائد الأعلى والقيادات العسكرية وبين السفراء والمنظمات الدولية”.

وفي 10 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاح الإعصار “دانيال” مناطق عدة شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه بعد مرور نحو أسبوع على الإعصار “لا يزال الوضع الإنساني قاتمًا وخاصة في درنة”.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن المدينة تعاني مشكلة حادة في ما يتعلق بمياه الشرب، إذ أصيب 55 طفلًا على الأقل بالتسمم لشربهم مياهًا ملوثة. وفي المناطق المحيطة التي شهدت سنوات من النزاعات المسلحة، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر الألغام الأرضية التي جرفتها مياه الفيضانات من مكان إلى آخر، وتهدد المدنيين الذين يتنقلون سيرًا على الأقدام.

مركبات مدمرة ومبانٍ متضررة جراء فيضانات ليبيا (الفرنسية)

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها أرسلت 29 طنًّا من الإمدادات الطبية لتغطية احتياجات نحو 250 ألف شخص في ليبيا، موضحة أنها وصلت السبت إلى مدينة بنغازي.

وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، قد قال إن البلاد “لا يمكنها مواجهة تداعيات الإعصار دانيال بمفردها”، وأضاف أن “حجم خسائر وأضرار الإعصار يفوق ما يمكننا تخيله”.

وتشهد ليبيا صراعًا على السلطة بين حكومة عيَّنها مجلس النواب مطلع 2022، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.

وأفرز الوضع مؤسسات وهيئات حكومية متوازية تعمل كل منها في منطقة، إلا أن الأزمة التي تمر بها المناطق الشرقية وحدت جهود جميع المؤسسات ضدها حيث سخّرت حكومة الدبيبة في الغرب جميع إمكاناتها لإغاثة تلك المنطقة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان