أمينة.. مصابة في زلزال الحوز تعدّ الطعام لمنكوبي القرى المتضررة (فيديو)

تعدّ الطباخة (أمينة) الطعام لمتضرري الزلزال في خيمة لإطعام المنكوبين، وهي واحدة منهم، إذ جرى نقلها إلى مستشفى مراكش لتلقي العلاج لكسر في ساقها، وقد أصيبت مباشرة بعد الزلزال بسبب تهدُّم منزلها، عندما كانت تعدّ الطعام لأسرتها وأسر أخرى كانت تبيت في العراء.

تصر المرأة على تقديم المساعدة رغم وضعها الصحي، ولسانها يردد “الحمد لله”. تقول إن الطبيب أبلغها بضرورة إجراء عملية جراحية في ساقها، لكنها أجّلتها.

تعدّ طباخة الخيمة وجبة الإفطار فجرًا ثم تستعد لإعداد الغداء والعشاء، في مبادرة قام بها عدد من الشبان المغاربة في إقليم الحوز لإطعام المنكوبين في الزلزال وزوار المناطق المتضررة أيضًا.

وأقام المتطوعون مطعمًا مجانيًّا داخل خيمة نصبوها على قارعة الطريق المؤدية إلى قرية “تَلّاتْ نيعقوب” التي تضررت بشكل كبير في الهزة الأرضية ليل 8 سبتمبر/أيلول.

وقال أمين -المسؤول عن خيمة الإطعام- إنهم يبدأون بتقديم الوجبات في ساعات الصباح الأولى وينتهون بحلول منتصف الليل، تستوقف المارة من المنطقة الخيمة، فيدخلونها ليجدوا شبانًا مبتسمين يخدمونهم.

يزور المتضررون في القرى المجاورة الخيمة، ويحصلون على وجبات ساخنة تُطبخ أمام أعينهم، بمساعدة المتطوعة مريم، التي قالت للجزيرة مباشر إنها تقوم بأعمال مختلفة من تقشير الخضروات إلى تقديم الوجبات.

منزل مريم تعرّض أيضًا للضرر خلال الزلزال، وقالت إنها كانت نائمة عندما شعرت بالركام فوق جسدها، لكنها لم تُصَب بفضل من الله.

رشيد أيضًا أحد الطباخين في الخيمة، جاء من مدينة أخرى لتقديم الدعم، يدعم بمهنته التي يتقنها إعداد الفطائر المقلية (يطلق عليه المغاربة الإسفنج ويُقبلون عليه في وجبة الإفطار مع الشاي المغربي).

يشعر كل من في الخيمة بالسعادة وهم يقدّمون الخدمة والطعام لزوارها، يدفعهم الانتماء والتضامن. جاء عبد الرحيم من مدينة سلا (وسط المغرب)، وقطع كل هذه المسافة لتقديم المساعدة والدعم، ينكب الشاب على غسل الأواني، ويقول لكاميرا الجزيرة مباشر بفخر “في سبيل الله”، وهي كلمة متداولة بين أهل المغرب تعني العطاء بلا مقابل.

وقدِم عدد من الشباب، التقتهم كاميرا الجزيرة مباشر، من قرى ومدن مجاورة لتقديم المساعدات لخيمة الإطعام، وقد حمّلوا سيارتهم بكميات من الخضروات والفواكه.