“المياه دمرتنا يا عرب”.. لحظات عصيبة لليبي يحاول تهدئة شقيقه العالق في سيول درنة (شاهد)

أظهرت لقطات لحظات عصيبة عاشها شقيقان عندما علق أحدهما لحظة مرور السيول الجارفة من أمام منزلهم في درنة المنكوبة

تكبيرات وصرخات ومناشدات من وسط سيول درنة، توثّق جميعها لحظات الرعب التي عاشها أهلها أثناء اجتياح العاصفة دانيال تلك المدينة الواقعة في شرق ليبيا، وتدميرها سدّين بالمدينة؛ مما خلّف فيضانات مدمّرة راح ضحيتها الآلاف.

ومن بين عشرات المشاهد المأسوية، أظهرت لقطات لحظات عصيبة عاشها شقيقان عندما علق أحدهما لحظة مرور السيول الجارفة أمام منزلهما في درنة المنكوبة.

وصاح أحدهما من أعلى المنزل مرددًا “لا إله إلا الله”، وهو ينادي شقيقه “زياد” العالق وسط السيول ويحثّه على البقاء صامدًا في مكانه، وصرخ مكررًا “امسك بقوة يا راجل، خليك مكانك ما تتحركش، أوع تطيح يا غالي”، وظل يرددها وأصوات بكاء الخائفين تعلو بجواره.

بعدها صاح مرة أخرى ليُطمئِن شقيقه “عدّت المياه خلاص، عدّت”، وهو يردد التكبيرات، ثم أردف “المياه دمّرتنا يا عرب”، مناشدًا أخاه والشباب العالقين “خليكم مكانكم”، وأخذ يردد “يا رب يا رب”.

ثم ردد بعدما خفّت حدّة السيول قليلًا “إن شاء الله خير يا رب، الله أكبر، لا إله إلا الله يا عرب، خفّت المياه، خليك مكانك يا زياد، كنا نصيح عليك، كنا بنقولك السيل جاي”.

درنة المنكوبة

وأدّت العاصفة “دانيال” والأمطار الغزيرة التي هطلت بكميات هائلة على مناطق في شرق ليبيا مساء الأحد الماضي 11 سبتمبر/أيلول، إلى انهيار سدّين في درنة؛ مما تسبّب في تدفّق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافًّا.

وجرفت المياه أجزاء من المدينة الساحلية، التي تقطنها 100 ألف نسمة، بأبنيتها وبناها التحتية. وتدفقت المياه بارتفاع أمتار عدة حتى وصفها بعض المشاهدين بأنها “تسونامي”، وحطّمت الجسور التي تربط شرق المدينة بغربها.

وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة من إن المتضررين الذين أصبح 30 ألفا منهم بلا مأوى، بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، في ظل تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان