شق الأطلس بحثا عن مصابين.. ممرض يسخّر عطلته السنوية لعلاج المتضررين من زلزال المغرب (فيديو)

من شمال المغرب حزم الممرض موحى بنعمر عدّته الطبية واتجه صوب جنوب المملكة، حيث خلّف الزلزال آلاف الجرحى والمحاصرين بالأنقاض بين سفوح جبال الأطلس الوعرة.

شق موحى القادم من مدينة مطلة على البحر الأبيض المتوسط، جبال الحوز نحو القرى المتضررة، مُسلّحا بواجبه المهني والوطني وتخصصه في العلاج الطبيعي. ترك الممرض عمله في المركز الاستشفائي الإقليمي في تطوان ولبّى حاجة منكوبي زلزال 8 سبتمبر/ أيلول إلى العلاج.

في مدخل قرية “أمرزكان” بمنطقة إغيل (بؤرة الزلزال)، يوقف الشاب المتطوع سيارته قادما من قرية قريبة، حاملا حقيبته الطبية، ويتوجه مع مرافقه ليبحث بين الخيام عن المصابين بالكسور والمتضررين المحتاجين إلى إسعافات.

قال بنعمر لكاميرا الجزيرة مباشر: “لم يُسعفني الصبر إلى حين تكليفي رسميا، سخّرت أيام عطلتي للمنكوبين”، مضيفا أنه واصل الطريق بما معه من معدات ومساعدات تبرعت بها جهات لدعمه في مهمته الإنسانية.

أحد المتضررين من زلزال المغرب في قرية أمرزكان بمنطقة إغيل (بؤرة الزلزال)

زادُ موحى التمرُ وبعض الفواكه الجافة (المكسرات)، وينام هو ومساعده حيث يداهمهما الظلام، ويقول إنه أتى في مهمة عمل لا للاستجمام، لكنه شعر بدفء وحفاوة كبيرة وسط المتضررين وإن كانوا منكوبين.

يشعر المرضى ببعض الارتياح عند رؤية موحى، فهو يحدثهم بلسانهم الأمازيغي الذي لا يتمكن كثير من سكان الأطلس من التواصل بغيره. وينحدر الممرض الشاب من الأطلس المتوسط، حيث تعرف الأمازيغية بعض الاختلاف عن الأطلس الكبير.

يتفقد بنعمر أحوال المرضى ويعاين إصاباتهم، في جولة إنسانية بين القرى والمخيمات شعر خلالها بالألم لديار كانت ترسم لوحة بديعة بين الجبال وعلى أهل قضوا تحتها.

تحدث الممرض عن حالات احتقان في صدور بعض الأطفال بسبب الرياح وتغير الطقس، إذ تعرف المنطقة موجات برد في الليل في حين ينام هؤلاء في الخيام.

وواجه أيضا تفككا في مفاصل الكبار بسبب بعض الإصابات.

قال موحى للجزيرة مباشر، إنه فخور بما يقوم به ويعلم أن المتضررين في أمس الحاجة إليه، مؤكدا أنه ليس نقطة الضوء الوحيدة، إذ تطوع زملاء آخرون بالانتشار في القرى المتضررة لإسعاف الضحايا.

أحد ضحايا زلزال المغرب (الجزيرة مباشر)

عبّر سكان القرية عن الامتنان بمجيء موحى وعدد من المتطوعين في العمل الإغاثي والطبي والإنقاذ، وفك العزلة عن قريتهم التي كانت محاصرة بسبب الانهيارات الجبلية قبل فتح الطريق من قبل السلطات.

وقال شباب إنهم تلقوا رعاية من متطوعين يزورون قريتهم  يوميًّا لتقديم المساعدات الغذائية والطبية ومحاولة تغطية كل احتياجاتهم.

وفي 8 سبتمبر/أيلول الجاري، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر مدنًا مغربية عدة، وأسفر عن مقتل 2946 شخصًا وإصابة 6125 آخرين، إضافة إلى دمار هائل في المباني.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان