قوة السيل انتزعت باب العمارة الحديدي.. ناجٍ ليبي يروي لحظات مرعبة مع بدء كارثة درنة (فيديو)

يقول عبد المنعم إن أحد المتطوعين الشباب فقدَ أسرته بالكامل

روى أحد الناجين من فاجعة إعصار دانيال الذي ضرب شرقي ليبيا وخلف آلاف الضحايا والمفقودين، لحظات مرعبة عند حدوث الفيضانات وانجراف السيول في مدينة درنة المنكوبة.

وقال عبد المنعم عوض الشيخ إن الكارثة بدأت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، فعمّ الفزع المدينة، وبدأ الصراخ في الشارع.

غمرت المياه منزل الشيخ، وبدأت الأبواب الحديدية تهتز من شدة دفع الماء، بحسب المتحدث الذي همّ بمغادرة المنزل خوفًا على حياته حاملًا معه نظارته وهاتفه.

يحكي عبد المنعم عن الفاجعة من درج منزله الذي هُدم نصفه وانشقت جدرانه حتى أصبح غير صالح للسكن، وأشار إلى أنه وأسرته خلال نزولهم شاهدوا الباب الرئيسي للعمارة وقد نُزع من مكانه وارتطم بالسقف من شدة دفع الماء.

سارعت الأسرة بالعودة إلى داخل المنزل من هول ما شاهدوه، وصعد أفرادها وبينهم أطفال ونساء إلى الطابق الرابع من المنزل، وبعدها بدقائق بدأ السيل يهدأ.

فيضانات درنة (غيتي)

موجة أعلى

يواصل الرجل السرد وكأنه يحكي أحداث فيلم رُعب من الصعب تحققه على أرض الواقع فيقول “وبعد 20 دقيقة، بدأ ابني الذي كان فوق سطح المنزل الصراخ، منذرًا بقدوم موجة أخرى أعلى من الأولى”.

صعدت الأسرة عند جيرانها في الطابق الخامس من العمارة، ومكثوا هناك حتى فجر اليوم التالي، إذ جاءهم شباب متطوعون فأخرجوهم من الحصار، ويقول عبد المنعم إن أحد هؤلاء الشباب فقدَ أسرته بالكامل.

ختم الرجل حديثه بالحمد والثناء لأنه بعد كل هذا الرعب لم يفقد فردًا من أسرته وانحصرت الخسائر في الماديات.

وأدّت الأمطار الغزيرة التي تساقطت بكميات هائلة على مناطق بشرق ليبيا مساء الأحد الـ11 سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى انهيار سدّين في درنة؛ مما تسبّب في تدفّق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافًّا.

وجرفت المياه أجزاءً من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية، وتدفقت بارتفاع أمتار عدة، وهو ما وصفه بعض المشاهدين بأنه “تسونامي”، وحطّمت الفيضانات الجسور التي تربط شرق المدينة بغربها، وأوقعت آلاف الضحايا.

المصدر : الجزيرة مباشر