بريطانيا.. ثلاثة أرباع النساء الناجيات من الاغتصاب يؤكدن أن رد الشرطة أضر بصحتهن النفسية
كتبت إحدى النساء “أنا أخاف من الشرطة أكثر من أن أتعرض للاغتصاب مرة أخرى”

كشفت دراسة بريطانية أن ثلاثة أرباع من النساء المشاركات في أكبر استطلاع على الإطلاق للنساء الناجيات من الاغتصاب والاعتداء الجنسي في إنجلترا وويلز، أن صحتهن العقلية والنفسية تضررت “كنتيجة مباشرة لما فعلته الشرطة، أو فشلت في القيام به”.
وأوضح الاستطلاع، الذي موّلته وزارة الداخلية البريطانية أن هناك إخفاقات متعددة في ضبط الجرائم الجنسية الخطيرة، وأن “عددًا لا يحصى من المشارِكات أكدن أن المغتصبين استمروا في الاعتداء الجنسي مرة أخرى ضدهن أو ضد آخرين، لأن الشرطة لم تأخذ تقاريرهن على محمل الجد”.
ووصفت النساء شعورهن بالصدمة بسبب تجربتهن مع الشرطة أكثر مما شعرن به بسبب الاغتصاب الأصلي، وكتبت إحدى النساء “أنا أخاف من الشرطة أكثر من أن أتعرض للاغتصاب مرة أخرى”.
وقال 14% فقط من المشاركات إنهن شعرن بأمان أكبر نتيجة لما فعلته الشرطة، بينما قال 39% إنهن شعرن بقدر أقل من الأمان.

وقالت أندريا سيمون، مديرة تحالف إنهاء العنف ضد المرأة، إن الاستطلاع أظهر أن نظام العدالة الجنائية “غالبًا ما يكون غير منصف للنساء الناجيات من الاغتصاب”، مشيرة إلى الأمر يتعلق بقضية حقوق الإنسان.
واستمع الاستطلاع، الذي أجراه فريق في جامعة سيتي بلندن، إلى 190 ناجية اخترن عدم إبلاغ الشرطة، وكان السبب الأكثر شيوعًا هو شعورهن بالخجل والإحراج، يليه الخوف من عدم تصديقهن، وانعدام الثقة في الشرطة.
وخلص الاستطلاع إلى أن 42% من المشاركات اللواتي ذهبن إلى الشرطة لم يشعرن بالتصديق، وشعر نصفهن فقط أن الضباط كانوا محترمين ولطفاء، بينما قال 31% إنهن لا يشعرون دائمًا بالأمان مع الضباط.
Three-quarters of rape survivors say police response damaged their mental health https://t.co/dfH9Ph3vTJ
— Guardian news (@guardiannews) September 21, 2023
وجمع الاستطلاع، الذي يدعمه مجلس رؤساء الشرطة الوطنية البريطانية 1968 ردًا غير مسبوق من الضحايا اللواتي كان لديهن تجربة مع الشرطة على مدار 5 أشهر ونصف الشهر الماضية.
وقالت كاترين هوهل، أستاذة علم الجريمة والعدالة الجنائية بجامعة سيتي في لندن، إن عيّنة الاستطلاع المعتمدة قدمت رؤية وأدلة “فريدة” عن تجارب النساء الناجيات.
وقالت وزيرة الحماية، سارة دينز، إن الحكومة ملتزمة بتمويل هذه العينة من الاستطلاعات لإحداث “تحسينات جذرية” في كيفية تعامل نظام العدالة الجنائية مع الاغتصاب، وستقوم هيئة مراقبة الشرطة بفحص التقدم قريبًا.
وشكرت سارة كرو، رئيسة الشرطة التي تتولى قيادة اللجنة الوطنية لمكافحة الاغتصاب، الناجيات وقالت إن شجاعتهن في التحدث عن تجاربهن “ستشكل جزءًا مهمًا في كيفية تصدي الشرطة لحالات الاغتصاب المحتملة”.