“فقدنا الكثير في هذا الطوفان”.. مواطن من درنة يستذكر بـ”أسى” رواد مسجد الصحابة (فيديو)
بني المسجد عام 1970 على جزء من المقبرة التاريخية للصحابة

استعاد أحد سكان مدينة درنة الليبية التي ضربها إعصار دانيال في العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، ذكريات مسجد الصحابة ورواده وترحّم على مَن جرفه الإعصار منهم.
وسار المواطن أمام المسجد في أسى، مشيرًا إلى العديد من الأماكن التي كانت تحمل ذكريات طيبة، وإلى ساحات وأسوار جرفها الإعصار.
وأشار إلى ساحة منكوبة جرفها الفيضان، وقال إنها كانت ساحة المسجد وحديقته، كما أشار إلى ركام قال إنه سور كان يفصل المسجد عن مقابر الصحابة.
ودخل إلى مكان مهدم، وقال إنه كان مدخل المسجد، والآن هو مغطى بسبب السيول، وتمنى أن لا يكون قد تم جرف المقابر، وأن تكون السيول قد ردمتها فقط، آملًا أن يعيدوها إلى شكلها الأول يومًا ما.
ووقف أمام المحراب، وقال بأسى “كان يقف هنا الحاج فتح الله الناجي العوقلي، وهو حامل لكتاب الله وأحد مؤذنين مسجد الصحابة، جرفه الطوفان وتوفي هو وأهله ولم ينجُ منهم إلا شخصان فقط”.
وأضاف “ودّعنا ناسًا داخل هذا المسجد يعلم الله بمعزتهم عندنا، أهلنا وأحبابنا، فقدنا الكثير في هذا الطوفان، راضين بقضاء الله، لكن الفقد هو ما يؤلمنا”، لافتًا إلى أن لحظة استرجاع ذكريات دخول السيول عليهم تتعبه نفسيًّا.
مسجد ومقابر الصحابة
وحظيت درنة بشواهد تاريخية بارزة لعدة حضارات مرت بها، كان من أبرزها مقبرة الصحابة التي تضم رفات 73 صحابيا وتابعيا، أبرزهم “زهير بن قيس البلوي” الملقّب أمير برقة الشجاع، ومساعداه “أبو منصور الفارسي” و”عبد الله بن بر القيسي” من قادة الجيش الإسلامي في المغرب الكبير ممن استشهدوا بمعارك مع الرومان في تلك المنطقة.
وفي عام 1970 بادر أهالي درنة ببناء مسجد حمل اسم “مسجد الصحابة” على جزء من المقبرة التاريخية، ليكون صرحًا يميّز المدينة، واستمرّ العمل في المسجد الذي موّله سكان المدينة حتى 1975، ثم افتتح وأصبح أكبر مسجد في المدينة وأحد أكبر مساجد ليبيا.
واجتاح الإعصار المتوسطي “دانيال” مناطق عدة شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة إضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر.
وأدت الأمطار المنهمرة بكميات هائلة إلى انهيار سدّين في مدينة درنة، فتدفقت المياه بقوة وبارتفاع أمتار عدة في مجرى نهر يكون عادة جافًّا، وجرفت معها أجزاءً من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية وآلاف الأشخاص.