زلزال المغرب يحرم سكان قرية “مولاي إبراهيم” من إحياء ذكرى المولد النبوي (فيديو)

حرَم زلزال إقليم الحوز في المغرب أهل قرية “مولاي إبراهيم” وزوارها من إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، بالاعتكاف في مسجد الضريح وإحياء ليالٍ للذّكر وختم القرآن الكريم.
ودأب سكان القرية الجبلية قرب مدينة مراكش على استقبال الزوار من المناطق كلها في الذكرى السنوية، التي يعدّونها موسمًا تنتعش منه القرية اقتصاديًا.

وعرفت أجزاء من الضريح والمسجد الكبير أضرارًا جسيمة بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في 8 سبتمبر/أيلول الجاري، وسجل قتلى فيما لا يزال عشرات سكان القرية يبيتون في الخيام.
ويعد ضريح المولى إبراهيم ومسجده معلمة تاريخية ظلت صامدة وسط جبال الأطلس لأزيد من 3 قرون، منذ قرر قدماء القرية التي كانت تعيش بها 7 عائلات فقط بناء منزل لحفيد الشيخ والعالم الصوفي أبي عبد الله محمد بن أمغار، الذي اختار خلوة بجبل “كيك” في قريتهم للتعبد فيه، في القرن الـ16.

انتقلت كاميرا قناة الجزيرة مباشر إلى القرية المتضررة من الزلزال، حيث رصدت انسداد الطرق المؤدية إلى الضريح والمسجد بشكل كامل، وانهيار صومعة المسجد التاريخية، وهو ما قطع آمال سكان القرية في تنظيم موسم ذكرى المولد النبوي.
وقال المشرف على الضريح، العربي مولاي إبراهيم، إن توقف توافد السياح على المعلمة التاريخية يعني توقف الحركة التجارية في المنطقة، التي تضمن لقمة عيش جميع ساكنة القرية والقرى المجاورة.
وأعرب المتحدث عن أمله في الاستفادة من دعم السلطات المغربية التي بدأت بحصر الأضرار الناجمة عن الزلزال والمتضررين منه، لإعادة إعمار القرية.

وشرح هشام الدوح، حفيد المولى إبراهيم، أن “جده ينتمي إلى الأمغاريين وأنه تقلد منصب كاتب عدل لدى الدولة السعدية”، وهي أسرة حكمت المغرب منذ بداية سنة 1510.
وقال الدوح للجزيرة مباشر، إن ضريح المولى إبراهيم “وقف إسلامي يساعد على إيواء المتخلى عنهم من خلال المساعدات التي يتلقاها”.
وعن الدمار الذي لحق بالضريح والمسجد التاريخي، يقول المتحدث: “فقدنا كل شيء بعد الزلزال، ولا نعرف ماذا سنفعل؟ لأن المَعلمة محرك اقتصادي واجتماعي للساكنة”.
وأكد الحجام إدريس، نائب المسؤول عن الضريح، أن “كل من سمع بتهدم المنطقة يلغي زيارته”، مضيفًا: ‘”لا حركة ولا سكون هنا، الناس في حالة عطالة”، منبهًا إلى سقوط عشرات القتلى إثر الزلزال.
وأسفر الزلزال عن مقتل 2946 وإصابة 5674 آخرين، وأفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء أنه الأعنف من نوعه إذ بلغت قوته 7 درجات على مقياس “ريختر”، ضرب مدنًا عدة منها مدينة مراكش والعاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس وأغادير وتارودانت.