سوريا.. حشود تواصل التظاهر في ساحة الكرامة بالسويداء لليوم الـ37 على التوالي (فيديو)
بدأت حشود المتظاهرين التجمهر في ساحة الكرامة بمدينة السويداء جنوبي سوريا، استعدادا للاحتجاجات اليومية المستمرة منذ أكثر من شهر.
وافتتح المتظاهرون احتجاجهم بنشيد “موطني” مع انضمام وفود يجتمع عبرها المئات من أهالي السويداء، ويرفعون شعارات تعبّر عن مطالبتهم برحيل نظام بشار الأسد وإجراء انتقال سلمي للسلطة.
وبدأت المظاهرات في السويداء تنديدًا بتردي الأوضاع المعيشية ثم وصلت إلى المطالبة بإسقاط النظام.
وهتف المحتجون “الموت ولا المذلة”، ورفعوا لافتات تحمل رقم 2254، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الصادر عام 2015 الذي يحمل نفس الرقم، والذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية.
وانطلقت الاحتجاجات بمحافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين، ثم تفاقمت في الأخيرة التي تشهد منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية.
واندلعت الاحتجاجات عقب قرار سلطات النظام منتصف أغسطس/آب الماضي رفع الدعم عن الوقود، ونصّ المرسوم الصادر عن الأسد، وفق ما نشره الإعلام الرسمي، على “إضافة نسبة 100% إلى الرواتب لكل العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين”.
وتشمل الزيادة وفق المرسوم الثاني “أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين”. وكان راتب الموظف في القطاع العام قبل هذه الزيادة يتراوح بين 10 ونحو 25 دولارًا في السوق السوداء.
وبعد أكثر من 12 عامًا من نزاع دامٍ، تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة، فاقمها زلزال مدمر في فبراير/شباط، خسرت معها العملة المحلية أكثر من 99% من قيمتها.
وعلى وقع تدهور قيمة العملة المحلية، تراجعت قدرات المواطنين الشرائية، فأصبحوا عاجزين عن توفير أدنى احتياجاتهم وسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية، وانقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وشحّ في المحروقات.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12 مليونًا منهم انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
وتعرف البلاد أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد حرب داخلية مدمرة، أعقبت قمعا عنيفا لمظاهرات تطالب برحيل نظام الأسد؛ مما تسبب في دمار هائل بالبنى التحتية وتشريد أكثر من نصف السكان، فضلا عن خسائر بشرية تقدر بأكثر من نصف مليون قتيل، وفق بيانات حقوقية وأممية.