محنة أسرة لبنانية.. أم وطفلان مصابون بالسرطان وأب عاجز عن توفير الخبز والدواء (فيديو)
لا يتجاوز سن الطفلة (دليكا) 12 سنة، لكنها تحمل هما كبيرا، فهي دائمة العناية بشقيقها الصغير المصاب بالسرطان ووالدتها التي تحمل المرض نفسه، وتشاركهم هي المعاناة.
قالت الطفلة لكاميرا الجزيرة مباشر، التي زارت منزلها المتواضع بإحدى حارات مدينة طرابلس في لبنان، إنها تعلم أنها مريضة، وأن كل ما تتمناه هو الشفاء والسلامة لأسرتها.
ترغب دليكا رغم صغر سنها في مغادرة لبنان، لأنها ترى أنها لا تتلقى هي ووالدتها وشقيقها الرعاية الطبية اللازمة لعلاج مرضهم الخطير.
انهمرت دموع الأم وهي تتمنى أن يحظى طفلاها بالعلاج، مع أنها تعاني المرض أيضا، حكت جزءا من معاناتها، وقالت إن الطفل الصغير يعاني كثيرا جراء المرض ولا يتحمل الألم.
تمنت الأم أن يكون أطفالها مثل أقرانهم، وقالت إن دليكا تعاني سرطانًا في الرقبة منذ سنة ونصف وقد انتقل إلى معدتها، أما الصغير أحمد فيصيب المرض دماغه منذ سنتين ونصف.
تعاني الأم السرطان على مستوى الرقبة منذ 8 أشهر، ولا يجد الأب قدرة على توفير الدواء لهم.
ويقول سمير محمود حجيزي وهو أب لـ7 أطفال إن الأوضاع صعبة للغاية.
ويضيف سمير لكاميرا الجزيرة مباشر، أنه لا يقدر على توفير ربطة خبز لأطفاله بسبب غلاء المعيشة في لبنان.
يحتاج علاج السرطان إلى “مبالغ هائلة” كما يقول الأب، وقد تلقّى بعض المساعدات لكنها لا تكفي لعلاج أفراد أسرته الثلاثة.
وانتقد الأب الوضع في بلاده قائلا إن “المنتخَبين يحصلون على الأصوات من المواطنين ثم يختفون بعد ذلك”.
وزاد الأب “في لبنان يتركون أبنائي يموتون على أبواب المستشفيات، لو يستطيع أحد انتشالي وأسرتي من هذا البلد سأكون ممتنا له”.
ويشهد لبنان أزمة نقص حادّ في الدواء بسبب تدهور العملة الوطنية ونقص العملة الأجنبية ورفع الدعم.
ويمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)؛ مما تسبب في تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.
ويعاني اللبنانيون صعوبات في تأمين الكثير من الأدوية بسبب ندرتها في الصيدليات، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة في ظل شح النقد الأجنبي اللازم لاستيرادها.
وتراجعت قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم؛ مما أدى إلى انخفاض مخزون والأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات وفقدان بعض الأدوية وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات.