أطفال غزة.. قسم غسيل الكلى الوحيد للأطفال مهدد بالتوقف (فيديو)

آلام شديدة تسري في أجسادهم الصغيرة المنهكة أثناء عملية غسيل الكلى، فيما يعيشون تهديدا بتوقف الحياة بانقطاع الدواء في غزة المحاصرة.
تعيش أم يحيى القلق والتوتر من نفاد المستلزمات الطبية خلال الأيام القليلة المقبلة، وقالت لكاميرا الجزيرة مباشر “معنى ذلك أن ابني مات، هذه المستلزمات لا يمكن أن نشتريها من الصيدليات، بل توفرها وزارة الصحة فقط”.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة قبل أيام، في مؤتمر صحفي، أن مخازنها فرغت من دواء غسيل الكلى ومستلزماته وأن الكمية المتبقية موزعة على المستشفيات، ولن تكفي إلا لأيام، فيما يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول كميات أخرى إلى القطاع.
وأفادت الوزارة أن 1300 مريض كلى داخل القطاع “حياتهم مهددة، في ظل وصول الأدوية وفلاتر الغسيل في المخازن إلى صفر”، ويتلقى 38 طفلا في القطاع العلاج بعد إصابتهم بالفشل الكلوي.

يتلقى يحيى (15 سنة) العلاج منذ 10 سنوات، وتقول الأم إن نوعية الصمامات التي تُركب للأطفال في قطاع غزة ليست بنفس جودة الصمامات الموجودة في مستشفيات الضفة الغربية، مُطالبة بتوفير الدواء والمستلزمات داخل القطاع بكميات كافية وجودة عالية أيضا.
ناشدت الأم المنظمات بالتدخل لحل أزمتهم، موضحة أن ابنها الذي يبلغ 15 سنة يخاف الموت ويفصح عن ذلك باستمرار، فيما لا تملك الأسرة حيلة.
وأضافت أنها وإن أرادت السفر به إلى الأردن أو مصر فلا يمكنها ذلك، إذ إنها لن تحصل على التصريح الأمني من سلطات الاحتلال إلا بعد أن يحين موعد الغسيل، إذ يخضع ابنها لـ4 حصص في الأسبوع.
وأشارت الأم إلى أن أزمة شح الأدوية والمستلزمات ليست جديدة، إنما يعانيها مرضى القطاع منذ سنوات، وعبّرت عن معاناة الأسرة بالاهتمام بالدواء أكثر من الأكل والشرب، إذ توفر بعض الأدوية على حسابها الخاص في حين تعرف انقطاعا في صيدليات القطاع.
وعادت الأم للبوح بقلقها من انقطاع المستلزمات كما حذرت من ذلك وزارة الصحة، أو تقليل الحصص للمرضى متسائلة إن كان يحيى سيتمكن من الصمود بتلقي جلستين في الأسبوع بدل 4، متمنية أن تمرّ هذه الفترة.
أجرت كاميرا الجزيرة مباشر جولة وسط صرخات الأطفال وأوجاعهم جولة في قسم الكلى بمستشفى الرنتيسي للأطفال بعد الإعلان عن نفاد مخزون المستلزمات الطبية والأدوية الخاصة بجلسات غسيل الكلى.

وقال الدكتور محمد الأنقر الطبيب المعالج في قسم غسيل الكلى بمستشفى “عبد العزيز الرنتيسي” في غزة، إن القسم هو الوحيد الذي يقدم خدمة الغسيل الكلوي للأطفال في القطاع، وهو يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية.
وقال الطبيب للجزيرة مباشر إن شح المستلزمات يضطرهم لتحويل المرضى إلى مستشفيات الضفة الغربية وهو الإجراء الذي قد يحتاج أسابيع بسبب عرقلة سلطات الاحتلال سفر المريض، ما قد يعرض حياته للخطورة، وقد وصلت حالات أطفال مرضى إلى الوفاة.
ونقل الطبيب المختص قلق أسر الأطفال المرضى والأمهات تحديدا على أطفالهم في ظل نفاد الأدوية، وقال الأنقر إنه من الوارد توقف غسيل الكلى في القسم خلال الأيام المقبلة لهؤلاء الأطفال الذين تُعد الفلاتر والأدوية شريان الحياة لهم.
وأوضح المتحدث للجزيرة مباشر أن وزارة الصحة في قطاع غزة تحتاج إلى دعم مالي للحصول على هذه المستلزمات من الخارج، مطالبا المنظمات الدولية الإنسانية والصحية بإجبار الاحتلال على السماح بإدخالها للقطاع المحاصر.